التهابات المفاصل المزمنة: إليك الأسباب وطرق العلاج

التهابات المفاصل المزمنة: إليك الأسباب وطرق العلاج

تحتوي أمراض المفاصل على أنواع عديدة ويعد التهاب المفاصل المزمن المرض الأول من حيث نسبة الانتشار مقارنة بأنواع الأمراض الأخرى التي تحصل على مستوى المفاصل ويصنف بالتهاب مفاصل مزمن كل التهاب يحصل على مستوى المفاصل ويستمر لمدة تتجاوز الست أسابيع بصورة مسترسلة وهو ناتج عن تشوه في المناعة أو تشوه في الخلايا الموجودة داخل الجسد، يعد هذا المرض أكثر انتشارا في صفوف النساء وخاصة في متوسط السن بين العشرين والخمسين سن ولكن يمكن أن يحدث التهاب المفاصل قبل سن العشرين ونتحدث في هذه الحالة عن التهاب المفاصل المزمن لدى الأطفال .

يمكن الكشف عن وجود التهاب المفاصل المزمن عن طريق الأعراض التي يقدمها المريض والتي تكون مصاحبة للمرض نذكر منها:

• الشعور بأوجاع وتصلب خاصة على مستوى الأصابع والمعصم وتتفاقم هذه الأوجاع صباحا
• حدوث انتفاخ على مستوى المفاصل غالبا ما يكون ملحوظا
• عدم القدرة على الحركة نهائيا خاصة عند الاستيقاظ من النوم وتدوم هذه الحال من عدة دقائق إلى حدود النصف ساعة حسب درجة تطور المرض
• تشوه واعوجاج في المفاصل عند وصول المرض إلى مراحل متقدمة

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض عند تدوم لمدة أكثر من أسبوع تصبح زيارة المختص أمرا ضروريا لأن التشخيص كلما كان مبكرا كلما كانت العناية أفضل والنتائج أحسن وفي المقابل فإن التهاون وعدم زيارة المختص قد يسهل من عملية تطور المرض لتصل إلى حد ظهور التشوهات والاعوجاج على مستوى المفاصل سواء الأرجل أو اليدين وهو ما يؤدي إلى نوع من الإعاقة خاصة في حال حدوث التشوه على مستوى الرجلين الأمر الذي يجعل المريض يعاني من صعوبات في ارتداء الحذاء والتحرك أساسا .

يقوم المختص في مرحلة أولى أثناء عملية تشخيص التهاب المفاصل المزمن بطرح جملة من الأسئلة على المريض والتي تتضمن معلومات حول الأعراض التي يشعر بها المريض وحدتها من أوجاع وغيرها إضافة إلى أعراض أخرى قد تظهر على مستوى باقي أعضاء الجسد لان هذا المرض قد يؤثر لا على المفاصل فقط بل على أجزاء أخرى من الجسد ، وفي حال الشك في وجود التهاب المفاصل المزمن يقوم الطبيب بوصف التحاليل البيولوجية التي تكشف عن نسبة الالتهاب وتطورها في الدم وفي حال لم يستطع الطبيب كشف وجود الانتفاخ بالعين المجردة يمكنه أن يطلب من المريض القيام بصورة بالأشعة الفوق صوتية فهي تمكن من تحديد الانتفاخ وتساعد على القيام بالتشخيص الواضح .

يجب التذكير دوما بأن التهاب المفاصل هو مرض مزمن والهدف من العلاجات يكون دوما تحسين جودة الحياة المريض بحيث يستطيع مواصلة حياته بأقل الأوجاع ويشار إلى أن العلاجات في هذا السياق متطورة وتنقسم إلى درجات :

• علاجات الأعراض : وهي أدوية توصف للمريض فورا يكون الهدف من وراءها هو التقليل من حدة الأعراض والتخفيف من الأوجاع والانتفاخات فيكون مفعولها سريعا لا يتجاوز بضع أيام كالبراسيتامول ومضادات الالتهاب
• العلاجات الأصلية : هي أدوية توصف بالتوازي مع أدوية علاج الأعراض وتهدف إلى التقليل من حدة المرض ويظهر تأثيرها بعد مرور فترة زمنية معينة وفي حالات معينة قد يعاني بعض الأفراد من التأثيرات الجانبية لدواء العلاج الأصلي لذلك يمكن للمختص تعويضه بأنواع أدوية أخرى وهو ما يؤكد ضرورة الحرص على دورية زيارات المتابعة مع الطبيب بالنسبة لمريض التهاب المفاصل المزمن
• العلاج البيولوجي : هو علاج يوصف في حالات معينة عندما لا تستطيع الأدوية الأصلية القيام بتأثيرها الإيجابي على المريض والعلاج البيولوجي يهدف أساسا إلى إيقاف الالتهابات في الخلايا وعادة ما تتحسن حالات المرضى بعد الحصول عليه ولكن في المقابل من الممكن أن يتسبب العلاج البيولوجي في تقليل المناعة الفردية للمريض وهو ما يعرض لخطر الإصابة بأمراض أخرى خلافا لتكلفته المرتفعة جدا لذلك فهو لا يوصف إلا في الحالات النادرة .