بحة الصوت

بحة الصوت

الصوت هو العلامة المميزة لكل شخص ويخرج الصوت عن طريق مسار معين مرورا بالحبال الصوتية الموجودة على مستوى الحنجرة والتي ستستقبل الهواء الذي يخرج من الرئة لتتحرك الحبال الصوتية وبالتالي يتمكن الصوت من الخروج مما يعني أن تكون كل العناصر المتداخلة في عملية إخراج الصوت سليمة حتى يخرج الصوت بصورة عادية. والبحة هي أبسط تغيير يمكن أن يطرأ على الصوت ويمكن أن تظهر البحة في طبقات الصوت والنبرة ويمكن أن تتطور إلى حين يختفي الصوت تدريجيا وتشمل البحة الأطفال والكبار ويمكن أن يولد الرضع وهم يعانون من البحة لعدة أسباب.

يمكن أن تكون أسباب بحة الصوت خفيفة وعرضية ويمكن أن تكون بحة الصوت علامة عن مرض خطير كما يمكن أن يولد بعض الرضع وهم يعانون من البحة التي تكون أسبابها تشوهات خلقية وراثية يمكن أن تختفي عند الكبر كما يمكن أن تكون بسبب عدم اكتمال تكوين الحنجرة كما يمكن أن يكون للرضيع غشاء بين الحبال الصوتية الذي يمكن علاجه عبر تدخل جراحي. أما بالنسبة للبحة لدى الكبار فهي متعددة الأسباب:

• الالتهابات الفيروسية: عند إصابة الشخص بنزلة برد يمكن أن تصاب حنجرة المريض بالتهاب فيروسي قد تنتج عنها بحة وتمتد الحبة لمدة أسبوع تقريبا ويبدأ المريض بالشفاء تدريجيا بعدها من خلال استعمال بعض الأدوية.
• إجهاد الحبال الصوتية: هنالك بعض المهن التي تتسبب في إجهاد للحبال الصوتية كالغناء والتدريس خاصة الأمر الذي يتسبب في نوع من التهابات الحنجرة الذي يؤدي بدوره إلى ظهور نتوءات تتكون على مستوى الحبال الصوتية وعلاجها يتم عبر تقويم النطق لتعليم المريض كيفية التحكم في الصوت أو من خلال إزالة النتوءات عبر المنظار.
• الالتهابات المزمنة: تنتج الالتهابات المزمنة عن إجهاد الصوت أو تعاطي المواد الكحولية والإفراط في التدخين مما يتسبب بالتهاب دائم يؤثر على الحبال الصوتية والغشاء الموجود فوقها فيترك بحة في الصوت.
• الحوادث والصدمات: يمكن أن يتعرض المريض إلى حادث أو سقوط على الرقبة مما يتسبب في كسر في الغضروف أو الحنجرة وهو ما يعطي بحة في الصون
• الارتجاع المريئي: يعاني العديد من الأشخاص من الارتجاع المريئي والذي يتمثل في صعود المواد الحامضة من المعدة إلى البلعوم وبما أن الحبال الصوتية تقع مباشرة أمام البلعوم يمكن أن تتسبب هذه الحموضة في حرق غشاء الحبال الصوتية والمفصل الذي يحركها فيتسبب في حدوث بحة.
• البحة الناتجة عن بعض العمليات الجراحية: تتسبب بعض العمليات الجراحية على غرار جراحة الغدة الدرقية التي يقع وراءها مباشرة العصب الذي يغذي الحبال الصوتية في حدوث البحة ويكون ذلك بسبب ضغط الغدة الدرقية على الحبال الصوتية لذ عند الجراحة قد يضطر الجراح إلى إزالة العصب مما يتسبب في حدوث شلل في الحبال الصوتية الذي تنتج عنه بحة.
• الالتهابات الثانوية للحساسية: تكون هذه الالتهابات ناتجة عن التعرض لبعض مواد التطهير خاصة التي تكون مركزة مما يتسبب في حدوث البحة وقد يصل الأمر حد الاختناق في بعض الحالات.
• الأورام: إذا تجاوزت البحة 14 يوما يجب على المريض زيارة المختص في أقرب الآجال لأن البحة يمكن أن تكون علامة عن وجود ورم خاصة إذا كان المريض قد تجاوز سن الأربعين وهو مدخن لذلك يجب زيارة المختص للقيام بفحص المنظار حتى يتمكن المختص من تحديد سبب البحة ذلك أن الأورام التي تكون موجود بالحبال الصوتية والحنجرة بصفة عامة غالبا ما تكون أورام خبيثة لذلك يجب أن يتم التشخيص مبكرا حتى يشفى المريض نهائيا.
• الأورام الصدرية : يمكن أن تتسبب الأورام الصدرية كأورام الرئة في حدوث بحة بغض النظر عما إذا كانت هذه الأورام خبيثة أم حميدة.

يقوم المختص أولا بطرح جملة من الأسئلة على المريض حتى يتمكن من حصر الأسباب الممكنة وراء البحة لذلك يسأل الطبيب المريض حول طبيعة مهنته وتاريخه في العمليات الجراحية كما يسأله أيضا عما إذا كانت هناك أعراض أخرى إلى جانب البحة كصعوبة البلع والتنفس واللهاث. ويمكن أن يقوم المختص أيضا بفحص بالمنظار الذي سيمكنه من رؤية الحنجرة والحبال الصوتية بوضوح وتحديد أسباب الإصابة وفي حال لم تكون فحوصات المنظار كافية يمكن أن يطلب الطبيب صورا للحنجرة والحبال الصوتية إما عبر السكانار أو الرنين المغناطسي.

يكون علاج البحة عادة إما دوائيا من خلال أدوية الكورتيكوييد أو جراحيا في بعض الحالات كما يمكن أن يتم علاج البحة عبر حقن البوتوكس والكولاجين في الحبال الصوتية ويتم اعتماد هذه الطريقة عند شلل الحبال الصوتية أو ضعفها هذا وتختلف مدة الشفاء باختلاف أسباب البحة.