الصقيع أو'' ظاهرة رينو'' نسبة للطبيب الفرنسي موريس رينو أول من اكتشفه وقام بتشخيصه سنة 1862. ويتمثل الصقيع في تشنج وعائي وحساسية مفرطة ضد البرد أو التوتر أين تقوم العروق الصغيرة المسؤولة عن إيصال الدم إلى الجلد بالتقلص وهو ما يجعل وصول الدم إلى الأجزاء المصابة غير طبيعي.
ويمكن أن تشمل الإصابة أصابع اليد والرجل والأنف واللسان بالإضافة إلى شحمة الأذن. ويحدث الصقيع عن طريق نوبات أين يظهر ويختفي بناء على أسباب معينة أهمها البرد والتوتر الذين يحفزان حدوث نوبة الصقيع.
الأعراض
تختلف الأعراض حسب حدة المرض وحسب الأمراض المصاحبة لمرض رينو. وغالبا توجد ثلاث مراحل متسلسلة في ظاهرة رينو وتتمثل المرحلة الأولى في بياض الإصبع وتستغرق هذه المرحلة من خمس دقائق إلى ساعة ، وفي المرحلة الثانية يتحول الإصبع إلى اللون الأزرق وفي المرحلة الثالثة يحمر الإصبع وينتفخ ويؤلم المريض.
وفي المراحل المتقدمة يمكن أن تحدث تقرحات ويمكن أن نخسر جزء من جلد المنطقة المصابة وتتفاقم الحالة خاصة بالنسبة لمرضى السكري، وعادة ما يتم تشخيص الإصابة مبكرا وبالتالي نتجنب بلوغ هذه المراحل المتقدمة.
الأنواع
هناك نوعين من الصقيع وهما، ظاهرة رينو الأولية والثانوية وغالبا ما تكون ظاهرة رينو الأولية دون أسباب بل تكون نتيجة لعوامل وراثية عائلية وتصيب عادة صغار السن بين 15و 30 سنة ويمكن أن يختفي من تلقاء نفسه بعد القيام ببعض المراهم الموضعية لتخفيف الأعراض وهو النوع الأكثر انتشارا.
أما متلازمة رينو أو ظاهرة رينو الثانوية فهي تعود لأسباب خاصة ويمكن أن تخفي ورائها بعض الأمراض الأخرى ويصيب عادة كبار السن أكثر من 35 سنة وهو النوع الأكثر خطورة والأقل شيوعا.
الأسباب
إن أهم أسباب متلازمة رينو هي أمراض المناعة الذاتية وهي أمراض يحدث فيها خلل في الجهاز المناعي يقوم الجسم على إثره بصنع أجسام مضادة وعوضا عن مهاجمة الفيروسات والبكتيريا تقوم هذه الأجسام المضادة بمهاجمة خلايا الجسم السليمة كالمفاصل والجلد والأوعية الدموية الدقيقة. وإلى الآن لم يتم تحديد السبب المباشر وراء أمراض المناعة الذاتية بينما تم تحديد بعض العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بها كالعوامل الجينية والعوامل الوراثية والفيروسية التي تؤدي إلى حدوث خلل في الجهاز المناعي كمرض التصلب الجلدي والذئبة الحمراء و الالتهاب الروماتويدي المفصلي ومتلازمة شوغرن … وهي أمراض نادرة إلا أنه يجب البحث عنها في حالات متلازمة رينو خاصة إذا كانت مرفوقة ببعض العلامات كشعور المريض بألم في كامل مفاصله أو آلام في الصدر وضيق في التنفس ومشاكل في الكلى أو الطفح الجلدي وتكون هذه الأعراض مصاحبة للصقيع.
ويمكن أن تحدث متلازمة رينو الثانوية بسبب بعض العوامل الأخرى كأمراض القلب والشرايين أو الالتهابات الجرثومية في القلب أو الأشخاص المعرضين بسبب مهنهم إلى الاهتزازات وهو ما يجعل مرور الدورة الدموية في اليدين غير طبيعية. تشمل الأسباب أيضا التهابات الأوعية الدموية التي تظهر بسبب كثرة التدخين إلى جانب بعض أمراض الغدد كأمراض الغدة الدرقية وأمراض الكلى وارتفاع الكوليستيرول.
التشخيص
تشخيص الصقيع هو تشخيص سريري وعندما يلاحظ المختص شكل الأصابع وتسلسل المراحل خلال نوبات الصقيع مما يساعده على تشخيص الصقيع. وبعد تأكد التشخيص خاصة في حال متلازمة رينو الثانوية يتم الانطلاق في البحث عن السبب ويتم الاستعانة في هذه المرحلة ببعض التحاليل والفحوصات الثانوية.
طرق الوقاية
للتوقي من الإصابة بالصقيع لا بد من :
- الإقلاع عن التدخين
- الحذر في استعمال بعض الأدوية ( كأدوية الشقيقة وبعض أدوية الأورام …)
- تدفئة اليدين والرجلين
العلاج
يعالج الصقيع علاجا دوائيا لتخفيف تقلصات الأوعية الدموية وفي بعض الحالات قد نصل إلى الجراحة في حال حدوث ضغط على العصب المتوسط في اليد ويسبب مرض رينو وفي هذه الحالة تساعد على الجراحة على تخفيف الضغط على العصب وبالتالي التخلص من الصقيع.