اكتئاب ما بعد الولادة

28/08/2023   صحة الأم   872  
الدكتورة أميرة تجموت

اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة

يخلط عامة الناس بين " البيبي بلوز" (baby blues) وبين اكتئاب ما بعد الولادة ( post partum depression) ، وبالنسبة للحالة الأولى فهي حالة عادية فيزيولوجية غير مرضية تصيب نسبة كبيرة من الأمهات وتبدأ منذ اليوم الأول للولادة وتستمر من أسبوع إلى أسبوعين ويكون أوجها في اليوم الثالث بعد الولادة مع بداية تدفق الحليب من الصدر وعادة ما تختفي هذه الحالة بعد مرور أسبوعين دون الحاجة إلى تدخل علاجي. ومن بين أعراضها هو سرعة انفعال المرأة ، التوتر، ، اضطراب في النوم ويرافقها اضطراب في المشاعر فتشعر الأم تارة بالفرح وتارة أخرى بالحزن والقلق في فترة قصيرة.

أما بالنسبة للاكتئاب ما بعد الولادة فهو حالة مرضية تمس من 12% إلى 16% من الأمهات وتبدأ منذ الولادة وقد تستمر إلى سنة كاملة ويكون أوجها بين الشهر الثالث والسادس ويمكن أم تكون حالة الأم جيدة في الفترة التي تلي الولادة مباشرة ثم تتعكر حالتها بمرور الوقت ، ويتميز اكتئاب ما بعد الولادة بأعراض قوية فقد تشعر الأم بحزن شديد وقد ترغب في العزلة وتفقد الرغبة والقدرة على الاهتمام بنفسها وبرضيعها وإذا لم تعالج هذه الحالة يمكن أن تقوم الأم بإيذاء نفسها أو رضيعها.

الأسباب

السبب الرئيسي وراء اكتئاب ما بعد الولادة هو سبب بيولوجي ناتج عن إنخفاض في الهرمونات بعد الولادة ، كما توجد أسباب أخرى مرتبطة بالاختلاف بين ماهو متوقع حول الولادة والفترة التي تليها مباشرة فتعقد الأم أنها ستمر بفترة ولادة سهلة ولكن يمكن أن تكون الولادة صعبة وقد تحدث فيها مضاعفات غير متوقعة أو تصطدم بصعوبة فترة ما بعد الولادة والعناية بالرضيع وهو ما يسبب اكتئاب ما بعد الولادة.

كما توجد أيضا عوامل تجعل بعض النساء أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة كالتاريخ المرضي للأم أي الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة سابقا أو الإصابة بالاكتئاب ، العلاقة بين الزوج والزوجة والعلاقة بين الزوجة والعائلة فكلما كانت العلاقة مضطربة كلما كانت الأم عرضة للاكتئاب ، غياب الدعم النفسي العائلي وغياب المساعدة سواء من قبل الزوج أو العائلة مما يؤدي إلى إصابة الأم بالإرهاق وأخيرا إلقاء اللوم المستمر على الأم ونقد طريقة عنايتها بالرضيع بطريقة فجة مما يؤدي إلى شعور الأم بالذنب وبتأنيب الضمير.

العلاج

من المهم جداً التوقي من حدوث اكتئاب ما بعد الولادة ويكون ذلك أولا من خلال وعي المرأة ومحيطها بماهية اكتئاب ما بعد الحمل وعدم تجاهل الأعراض إذا استمرت لأكثر من أسبوعين كما يجب على العائلة توفير الدعم النفسي وتقديم يد العون إلى الأم في مرحلة العناية بالرضيع ومراعاة تقلباتها النفسية وعدم التقليل من مشاعرها إذا تحدثت عنها ، وإذا ظهرت علامات الاكتئاب لا بد من عيادة مختص نفسي للحصول على العلاج اللازم والذي يكون إما نفسيا إذا كانت الأعراض خفيفة أو علاجا دوائيا عبر مضادات الاكتئاب إذا كانت الأعراض قوية ، وتجدر الإشارة إلى أن الأدوية التي توصف للمرأة في اكتئاب ما بعد الولادة هي أدوية لا تؤثر على الرضاعة ولا تشكل أي خطر على صحة الأم وعلى صحة رضيعها.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery