الإدمان على التّدخين وأهميّة التّبغ المسخّن في الإقلاع عنه

08/12/2021   1807  

الإدمان على التّدخين وأهميّة التّبغ المسخّن في الإقلاع عنه

التّدخين يمكن أن يؤدّي سريعا للإدمان وهناك صعوبة في عمليّة الإقلاع عنه.وهو سلوك يعجز الإنسان على التخلّص منه , ويكون الإدمان على أحد المواد المخدّرة أو التّدخين أو الكحول ... أو سلوكيّا على أحد الألعاب أو الانترنيت أو لعب الورق, أو الجنس.

ولا يمكن التّخلّص من الإدمان رغم الإطلاع على مضاره فيصبح هناك سلوكا مرضيّا يدعى الإدمان حيث يصبح المدمن غير قادر على ممارسة حريته في الاختيار والخروج من الاختيار الذّكي للسّلوك والاستعمال.

ويكون أحيانا السّلوك قهريّا على الإنسان فيقوم بممارسة سلوكا ما رغما عنه دون أي إرادة رغم الوعي بحجم المضار.

هناك عديد المراحل الّتي يمرّ بها الإنسان للإقلاع عن التّدخين. وتكون البداية بالاقتناع بحقيقة الإدمان ثمّ اتّخاذ قرار شخصي وذاتي للإقلاع.

وكلّ سلوك إدمان يعود إلى عاطفة الشّخص فيكون أحيانا هناك إدمان على مادّة ما وسلوك ما معا. ويجلب التّدخين لهذا الشّخص عاطفة ايجابيّة تجعله غير قادر على الإقلاع عنه بسهولة, لذلك فإنّ عمليات الإقلاع يجب أن تستهدف الفكر العاطفي للإنسان.

للإدمان تأثيرات على نفسية الإنسان وعلى سلوكه وحياته الاجتماعية خاصّة في الفترات التي لا يستهلك فيها هذه المادّة وفي فترة الفطام (الانسحاب).فيكون متشنّجا وله ردود أفعال سيئة و في حالة قلق ذاتيّ تتأثّر بها المجموعة المحيطة به ويصبح هناك مشاكل في القدرة على التركيز.

ويصبح التّدخين المادّة الوحيدة, بالنّسبة للشّخص المدمن, الّتي تجعله قادرا على الشّعور بالسّعادة وعلى التّركيز.

تأثير السّيجارة على الحالة النّفسية

هناك تأثير عاطفيّ للسّيجارة على الإنسان. ويمكن تلخيص هذا الإدمان بصفة عامّة في اقتناع المدمن بهذه الحقيقة وإلزاميّة الإقلاع لاتخاذ القرار المناسب. وأي سلوك أو مادّة يكون الإنسان غير قادر على الانقلاع عنها ,رغم وعيه بمضارّها ويجد نفسه مطالبا دون أن يشعر بزيادة كميّة السّجائر وبمعدّل الجرعات للوصول إلى درجة النّشوة ,هو إدمان.

وأغلب المدمنين على التّدخين ينطلقون في تدخين سيجارة في سنّ المراهقة. و توفّر مادّة النّيكوتين النّشوة ويرتفع معدّل الاستهلاك ليصل إلى مستويات قاسية على صحّة الإنسان وعلى المستوى النّفسي فيصبح عاجزا على التخلّص من التّدخين.

ويؤثر التّدخين على الحياة الاجتماعية خاصّة في عديد الأماكن الّتي يرغب فيها بالتّدخين في حين يمنع فيها ذلك. ويصبح متشنجا و غير قادر على التركيز في العمل والدّراسة, ويؤثّر الوضع على الأسرة والمرأة الحامل خاصّة بالنّسبة للتّدخين السّلبي .

ومن أكثر الوسائل للإقلاع عن التّدخين هو منعه في الأماكن العامة في محاولة للتّضييق.

الإدمان السّلوكي على طريقة مسك السّيجارة (عند ممارسة الحياة اليومية كشرب القهوة والاستماع للموسيقى...)يصبح متطورا لدرجة التّدخين لغرض التّدخين فحسب بل يصبح سلوك مسك السيجارة له هوية عقلية ونفسية لأنّه بالنسبة للمدخّن هو سلوك ايجابي وممتع.كما أنّ سهولة إمكانيّة التّدخين قانونيّا وماديّا ساهمت في ارتفاع نسبة الإدمان.

علاج التّدخين

يتطلب علاج التّدخين فترة من الوقت والكثير من المجهود خاصّة بالنّسبة للشّخص المدخّن لأنّ القرار شخصيّ رغم مساعدة الأطباء المختصين.

ويتطلب الأمر الاستعداد الذاتي وبداية الاقتناع وعديد المحاولات.وهي مرحلة صعبة لأنّه هناك ابتعاد عن مصدر المتعة اليومي بالإضافة للتأثير الفيزيولوجي على الجسم والشّعور بالآلام , ولكن بعد هذه الفترة يمكن أن تتلاشى الأعراض النّفسية والجسديّة تدريجيّا. كما أنّ أيّ إنسان مدخّن قادر على الإقلاع عن التّدخين والعودة إلى ممارسة حياته العاديّة.

ويجب الإقتناع بأنّ الإدمان نقطة سلبيّة لا تخلّف أيّ راحة نفسية أو جسدية للإنسان.

و يجب ترشيد المراهق كي لا ينجرف للتّدخين لأنّ الإدمان مرض مزمن يتطلب المتابعة نظرا لمرور عديد الأشخاص بمرحلة فشل تتطلّب إعادة الإستعداد الذّاتي فتكون مرحلة العلاج مرحلة صراع ذاتي.

كيفية تعويض السّيجارة والإقلاع

هناك عديد الوسائل التي يوفّرها الطّبيب للإقلاع عن التّدخين مثل اللاصقات والحلوى والأدوية في شكل حبوب... وهي غير كافية و يتطلّب الأمر العلاج النّفسيّ. ويمكن أن يكون علاجا نفسيا سلوكيّا معرفيّا وله عديد النتائج الايجابيّة.

أهميّة التّبغ المسخّن

الوسائل المساعدة على الإقلاع على التّدخين أو الأقلّ ضررا على صحّة الإنسان هي الوسائل الّتي تعوّض سلوك مسك السّيجارة عند ممارسة النشاط اليومي (شرب القهوة , قيادة السيارة...)

ومن أهمّ هذه الوسائل القريبة من سلوك مسك السّيجارة هي التّبغ المسخّن وهي سيجارة يقع تسخينها ولا تحترق لأنّ الاحتراق هو من أهمّ الأسباب التي تساهم في إفراز المواد السّامة المضرّة بالجسم.

ولا تفوق نسبة الضرر في التّبغ المسخّن 30 بالمائة وهي أقل بكثير من السيجارة العاديّة وهذا ما أثبتته عديد الدّراسات العلميّة.

وقد انطلق مؤخرا ترويجه في تونس وبنفس سعر علبة السجائر العادية لذلك من الممكن الاعتماد على التّبغ المسّخن للإقلاع عن التّدخين بالنسبة للأشخاص الذين عجزوا عن ذلك طيلة سنوات. خاصّة من تضرّروا من التّدخين الّذي يكون نتيجة تراكمات كبرى عديد السّنوات.

التّبغ المسخّن وسيلة ممكنة لتعويض الإدمان السّلوكي كمرحلة انتقالية أعطت نتائج هامّة حسب عديد الدّراسات حيث نجح في مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التّدخين بنسب أعلى من عمليّة الإقلاع عن طريق الوسائل الأخرى.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery