التبغ والصحّة :هل هنالك فوارق بين انتشار التبغ في العاصمة وبقية المدن الصغرى؟

التبغ والصحّة :هل هنالك فوارق بين انتشارالتبغ في العاصمة وبقية المدن الصغرى؟

يعتبر التدخين آفة عالمية تمُس مختلف الشرائح العمرية والفئات الجنسية. وفي هذا السياق تشير الإحصائيات أن الاستهلاك السنوي للسجائر في العالم يعادل 5 تريليون سيجارة.وللتذكيرفإن التدخين لا يضر المدخن فحسب بل بالمحيطين به أيضا وهذا يسمى بالتدخين السلبي الذي يتسبب في نفس الأمراضالتي يتعرض لها المدخنونوالذي يمس 1،2 مليون شخص سنويا..

إن نسبة التدخين في العاصمة مرتفعة بشكل ملحوظ مقارنة بالمدن الصغرى. و يمكن أن نفسر هذا بسبب نمط الحياة في العاصمة، بما في ذلك ضغوطات العمل. لذلك يلجئ البعض للتدخين لأنه يساعدهم على التخفيف من التوتر.

تربط بين المدخن والسيجارة علاقة سيكولوجية تجعله غير قادر على الإقلاع عن التدخين رغم وعيه التام بما تشكله من مخاطر على صحته. الإدمان على التدخين هو إدمان سلوكي فالمدخن يستهلك السجائر خلال مختلف أنشطته اليومية كشرب القهوة أو بعد الأكل و في مختلف حالاته النفسية: في السعادة ، الغضب والحزن وهو ما يخلق نوع من الإدمان الذي يجعل التدخين يرتبط وجوبا بالسلوكيات اليومية التي يمارسها الشخص. إضافة إلى الإدمان البيولوجي الذي تسببه مكونات السجائر وخاصة النيكوتين. ويشار في هذا السياق إلى أن السجائر تحتوي على ما يقارب 6 آلاف مادة سامة تفرز عند إشعال السيجارة وتخترق الجهاز التنفسي أهمها أول أوكسيد الكاربون والقطران والزئبق وغيرها...

من العوامل التي ساهمت في زيادة عدد المدخنين في جميع أنحاء العالم هي مختلف طرق الترويج للسجائر التي تطبع مع التدخين. ويرتبط مفهوم السجائر بالقوة والاعتزاز بالنفس والرجولة وهو ما يشعر به خاصة المراهقون في بداية التدخين. و يكون قرار الإقلاع عن التدخين لدى أغلب الأشخاص قرارا مفاجئا وناتج عن توعك صحي ما. ويعتقد هؤلاء أن الإقلاع لا يحتاج منهم سوى إرادة قوية و تحكم في الذات ليتفاجأوا لاحقا أن الإقلاع عن التدخين أكثر صعوبة مما كانوا يعتقدونه. وبالتالي نسبة كبيرة منهم يشهدون انتكاسة ويعودون إلى التدخين. إذ أن 5% فقط من من يحاولون الإقلاع لوحدهم ينجحون في ذلك.

لذلك يجب العمل على التعريف بأهمية عيادات الإقلاع عن التدخين. وتوفر هذه العيادات الدعم النفسي لتحفيز المدخنين على الإقلاع ومساعدتهم على تجاوز إدمانهم السلوكي و توفر أيضا علاج طبي يساعد على الإقلاع ويتحدد حسب حالة كل شخص. و تستعمل بدائل النيكوتين لعلاج الإدمان البيولوجي، كلاصقات النيكوتين والعلكة التي تخفف من أعراض الإدمان من خلال تزويد الجسم بكمية النيكوتين التي كان يستمدها سابقا من السجائر. كما ظهرت في السنوات الأخيرة السجائر الالكترونية والتبغ المسخن التي تعتبر طريقة فعالة للإقلاع على التدخين شرط أن يتم استهلاكها بعد استشارة الأخصائي والاستمرار في المتابعة معه وأن يكون استهلاكها بدافع الرغبة في الإقلاع عن التدخين نهائيا.

يعتبر الإقلاع عن التدخين بداية جديدة في حياة كل مدخن. فالسجائر تسبب على المدى الطويل العديد من الأمراض السرطانية و جملة من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسيو القلبو الشرايينو العروق. إلا أن بعد مرور سنة من الإقلاع النهائي عن التدخين يقل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 50 بالمائة وبعد عشر سنوات يقل خطر الإصابة بالجلطات القلبية بنسبة 50 بالمائة أيضا..