الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية

تشير بعض الإحصائيات في تونس إلى أن نسبة الرضاعة الطبيعية لا تتجاوز 8،5 بالمائة وتندرج تونس ضمن النسب الأقل في العالم ويتضاءل هذا المؤشر بخصوص إرضاع الأمهات لأطفالهن منذ الساعة الأولى من الولادة. ويعتبر حليب الأم الغذائي الأساسي للطفل بينما يقدم الحليب الصناعي في حالات خاصة جدا بوصفات طبية ولمدة زمنية محددة إذا كانت الأم غير قادرة على الإرضاع بسبب مشكل صحي ما.

في آخر فترة الحمل تقع تغييرات هرمونية في جسم الأم تؤدي إلى حدوث تغيرات على مستوى الثدي كأن يكبر حجمه وتصبح المنطقة المحيطة بالحلمة داكنة وزيتية لتنظيف الحلمة وإعدادها لمرحلة الإرضاع وعند الولادة تقوم الغدة النخامية بإفراز البرولاكتين المسؤول عن تكون الحليب وعندما يقوم الرضيع لأول مرة بمص الحلمة ترسل إشارات عصبية للدماغ تحفز هرمون السيتونين المسؤول عن إخراج الحليب من الثدي ويكون معقما وخال من الجراثيم وكافيا لحاجيات الطفل الغذائية. لذلك من المهم جدا أن يتم إرضاع الطفل منذ الساعة الأولى من الولادة لتحفيز الدماغ للاستجابة ولإفراز الحليب .

على الأم التي تقوم بالرضاعة الانتباه جيدا لنظامها الغذائي وجعله صحيا قدر الإمكان عن طريق الإكثار من الخضر و الغلال والسمك لاحتوائه على الأوميقا 3، هذا وينصح أيضا بالابتعاد عن المشروبات الغازية والصناعية لأنه كلما كان النظام الغذائي للأم صحيا كلما كانت جودة حليبها أفضل ، كما نؤكد على ضرورة إتخاذ وضعية إرضاع تكون مريحة للأم وللطفل لتجنب الآلام والتشنجات التي قد تحصل للأم بسبب الجلوس غير المريح وأيضا لتجنب الجروح التي قد تحصل لها في الحلمة إذا لم تكن وضعية الرضيع في الجلوس مناسبة.

تكمن أهمية الرضاعة الطبيعية في مكونات حليب الأم الذي يحتوي على كل حاجيات الرضيع الغذائية، فبينما لا ينصح بإعطاء حليب الأبقار للأطفال دون سن السنتين نظرا لصعوبة هضمهم في المعدة وبينما يعتبر الحليب الصناعي هو حليبا مجففا أدخلت عليه بعض التغييرات ليصبح شبيها بحليب الأم من ناحية البروتينات والدهنيات والسكريات إلا أن جودة الحليب الطبيعي لا يقارن أبدا ذلك أن حليب الأم يحتوي على دهون مهمة جدا لتكون الدماغ كما يحتوي أيضا على كميات هامة من الأميقا 3 الطبيعي لذلك فقد أكدت بعض الدراسات التي أجريت على بعض الأطفال الذين تناولوا الحليب الصناعي مقارنة بالأطفال الذين تحصلوا على رضاعة طبيعين أن هؤلاء الأطفال كانت قدراتهم الذهنية ونسب ذكائهم أفضل من الأطفال الذين أخذوا الحليب الصناعي. ومن ناحية البروتين فإن البروتين الموجود في حليب الأبقار أو البروتين المجفف هو كازيين وهو صعب الهضم مقارنة بالبروتين الطبيعي الموجود في حليب الأم كما أن البروتينات الموجودة في الحليب الصناعي هي بروتينات غير بشرية وغريبة عن الجسم ومن الممكن أن يكون جسم الرضيع مضادات حيوية ضدها لذلك قد يعاني الأطفال في بعض الأحيان من الإسهال أو الحساسية . هذا ويتكون حليب الأم من معادة هامة جدا أهم مزاياها أنها تحتوي على خلايا مناعية وأجسام مناعية تقوي مناعة الرضيع وتجعله قادرا على التصدي لبعض أنواع البكتيريا الضارة بالجسم وفيروسات الأنف والأذن والحنجرة.

وتتغير تركيبة حليب الأم حسب مراحل نمو الطفل حتى تكون مستجيبة لحاجياته الغذائية لذلك تكون التركيبة بعد الولادة مباشرة لبا به نسبة كبيرة جدا من الماء ويكون بكميات قليلة وبعد مرور حوالي أسبوع يتحول إلى حليب وترتفع دسامته ونسبة الدهون فيه كلما تقدم سن الرضيع حتى تكون مناسبة له ويشبع . وللتأكد من أن الطفل بصدد الحصول على حاجياته الغذائية من حليب الأم يجب أن يكون قد تبول وقد تبرز حوالي ثلاث أو أربع مرات في اليوم مع أهمية مراجعة المختص لقيس وزن الرضيع والتأكد من سلامة نموه وإذا وجد الطبيب أي نقص في النمو قد يصف له حينها حليب صناعيا مناسبا له .

إن الرضاعة الطبيعية ليست فقط مفيدة للرضيع ولنموه بل هي أيضا مفيدة للأم لأنها تمثل عامل حماية لها من عدة أمراض فهي :

• تقلل من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي والرحم والمبيض
• تحمي الأم من الاكتئاب ما يعد الولادة بفضل بعض الهرمونات التي يفرزها الدماغ عند الإرضاع
• تحمي من هشاشة العظام
• تحمي من السمنة