القلق أو الرهاب الاجتماعي

19/02/2024   الصحة النفسية   696  

القلق أو الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي هو مرض يعيش فيه المريض حالة من الخوف والرهبة من التواجد في وضعيات تتطلب تواصلا اجتماعيا، ويمكن للمريض أن يشعر بعلامات الرهاب حتى قبل حدوث الموقف بل لمجرد التفكير في كونه سيضطر إلى التواجد في مكان مليئ بالأشخاص وعليه التواصل معه يجد نفسه لا إراديا يفكر فيه.

يحاول المريض في البداية تفادي المواقف التي تتطلب منه تواصلا مع الآخرين وتدريجيا يتحول الموضوع إلى مشكل يعيقه عن ممارسة أنشطته الحياتية طبيعيا. وتتأثر حياة المريض على جميع المستويات العائلي والمدرسي والمهني.

الأسباب

يرتبط الرهاب الاجتماعي ارتباطا وثيقا بالتنشئة منذ الطفولة، كما يمكن أن يكون مرتبطا إلى حد ما بعوامل جينية تجعل المريض أكثر استعدادا من غيره للإصابة بالرهاب الاجتماعي خاصة مع توفر الظروف المهيئة لظهوره، والأطفال الذين يكون أبويهم أو أحدهما يعاني من الرهاب الاجتماعي يكون عرضة أكثر للإصابه نظرا لكون الطفل يكتسب العديد من السلوكات في سن الطفولة من قبل والديه وبالتالي إذا لاحظ الطفل أن أبويه يجدان صعوبة كبيرة في المواقف الاجتماعية ويتفادونها سيجد نفسه تدريجيا قد اكتسب نفس السلوك.

الأعراض

الرهاب الاجتماعي ورغم كونه مشكلا نفسيا إلا أنه يمكن أن يكون ملحوظا من قبل الآخرين بسبب بعض العلامات التي تظهر على المريض كاحمرار الوجه والتلعثم عند الحديث والتعرق الشديد إضافة إلى مختلف علامات التوتر الجسدي التي قد تظهر على المريض والتي تكون ملحوظة للآخرين.

أهمية النشأة الأسرية

من الضروري أن ينشأ الطفل في محيط عائلي يساعده على الإندماج مع المجتمع ويكسبه ثقة في النفس حتى يحسن التواصل مع الآخرين دون خوف كما يجب أن يتعلم الطفل ضرورة التجربة وأن الخطأ ممكن ولكن لا يعني التوقف نهائيا عن المحاولة. وفي حال تعرض الطفل إلى موقف محرج داخل المجموعة يجب أن يتمكن الأهل من التعامل مع الموقف بطريقة تساعد الطفل على تجاوزها ولا تترك له أثرا تكون سببا في إصابته بالرهاب الاجتماعي.

العلاج

إن مختلف أمراض الرهاب، لا سيما أمراض الرهاب الاجتماعي تعالج عبر العلاج النفسي السلوكي المعرفي الذي يساعد المريض على تخطي المرض خاصة إذا كانت له الإرادة والاستعداد لتجاوزه وعادة ما تكون النتائج جيدة.

ولا يتطلب الرهاب الاجتماعي علاجا دوائيا في أغلب الأحيان بقدر ما يتطلب تصحيحا لبعض الأفكار الخاطئة التي يحملها المريض حول نفسه وعن الآخر وعن التواصل الاجتماعي بصفة عامة.

كيف نميز بين الخجل والرهاب الاجتماعي

يعتبر التمييز بين الخجل والرهاب الاجتماعي من أكثر الأسئلة انتشار، ونذكر هنا أن الخجل والخوف وغيرها من المشاعر هي مشاعر طبيعية وضرورية ولكن عندما تكون هذه المشاعر مفرطة وفي غير محلها نتحدث هنا عن عاطفة مرضية تستحق العلاج.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery