إن الثقة في النفس والتقييم الذاتي في جزء صغير منهما يتكونان فطريا بينما الجزء الأكبر يتكون نتيجة للتربية التي يتلقاها الطفل ونتيجة المتأتية من العائلة ومن المربين وزملاء الدراسة والأصدقاء وإذا زرع فيه هؤلاء الأطراف حب الذات وتقديرها ستتعزز ثقته بذاته بينما إذا تعرض في مرحلة ما إلى التقزيم وعدم التقدير ستتزعزع ثقته بذاته.
دور العائلة في تعزيز الثقة في النفس للطفل
من المهم جدا أن تعي العائلة أن كل تصرفاتها وأساليب تعاملها مع الطفل ستكون هي مصدر ثقته في نفس لذلك من المهم جدا أن يشعر الطفل بالحب غير المشروط من عائلته كما لا بد أن يفهم معنى الخطأ والفشل على أنهما فرصة جديدة للتعلم لا مصدرا للتعرض إلى اللوم والتوبيخ لأن الطفل حينها سيخشى المحاولة ثانية خوفا من الفشل وما ينجر عنه من لوم من قبل عائلته. كما يجب أن يعلم الأهل طفلهم كيفية التعامل مع أقرانه إذا أخطأو في حقه وأن لا يسكت أو يتغاضى عن الإهانة التي يتعرض لها بل أن يعبر صراحة عن شعوره.
العلاجات الممكنة لتعزيز الثقة في النفس
عادة لا يتم اكتشاف مشكل الثقة في النفس لدى الفرد في مرحلة الطفولة لأنه دائما ما يتم تفسير سلوكه وتصرفاته على أنها خجل. ولذلك غالبا ما يكتشف الفرد مشاكل الثقة في النفس بمجرد أن يكبر وعليه أن يعمل على علاجها بفضل العلاج السلوكي المعرفي الذي يشمل ثلاث جوانب هامة وهي العمل على حب الذات واكتساب عادات سلوكية جديدة تعزز حب الذات كما يجب على الفرد أن يتعلم فهم أحاسيسه والتمييز بينها والتعبير عنها وفي جانب أخرى يساعد العلاج المعرفي السلوكي على استيعاب أن الفشل ليس حتمية ولا بد من الخروج من دائرة الفشل من خلال تحديد أهداف مرحلية يمكن تطبيقها وأخيرا سيتعلم الفرد أن يعبر عن حاجياته وعدم السكون أو التغاضي على ما يزعجه. وبالتالي سيكتسب تدريجيا الثقة في النفس وتقدير الذات.