زراعة القرنية

28/12/2022   صحة العين   1908  
الدكتور عصام الدين العش

زراعة القرنية

زراعة القرنية

قرنية العين هي جزء شفاف يقع في الجزء الأمامي للعين و مهمتها هي السماح بدخول الضوء إلى داخل العين ليتمكن من الوصول إلى الشبكية، وتتكون القرنية من جزئين جزء أمامي يمثل 99 بالمائة من سمك القرنية وجزء خلفي مهم يتكون من مجموعة من الخلايا التي يولد بها الإنسان وتقل تدريجيا بتقدم السن. وتتغذى القرنية بدموع العين التي تحتوي على مغذيات ولكن عند مرور هذه المغذيات يمر أيضا الماء إلى القرنية وبالتالي تقوم الخلايا بدور شفط الماء من القرنية ولذلك فإنه عند حدوث أي مشكل في الخلايا تمتلئ القرنية بالماء وبالتالي تنتفخ.

أسباب زراعة القرنية

يمكن أن تصاب قرنية العين بعدة أمراض على غرار الالتهابات التي يمكن أن تضل لفترة معينة ثم تشفى وبالتالي لا تكون حاجة إلى زراعة قرنية ولكن في بعض الحالات يمكن أن تفقد القرنية شفافيتها وبالتالي لا يتمكن الضوء من دخول العين ويحدث اضطراب في الرؤية ويمكن أن يعود هذا إلى سببين إما بسبب مرض الخلايا ونقصان عددها مما يؤدي إلى انتفاخ القرنية لمدة طويلة ليصبح لونها أبيض لاحقا ويحدث هذا عند التقدم في السن أو بعد عملية الماء الأبيض أو أن يكون عدد الخلايا قليل منذ الولادة. وهناك أمراض أخرى تصيب العين تستحق الجراحة كإصابات الجزء الأمامي للعين ومن ذلك التعفنات الجرثومية التي تؤثر على شفافية العين أو كذلك الإصابة بالقرنية المخروطية إلى جانب عدة إصابات أخرى تستحق زراعة القرنية.

ويمكن أن يتم اللجوء في بعض الحالات إلى زراعة القرنية بصورة استعجالية بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بتعفن جرثومي أدى إلى إنثقاب القرنية أو الأشخاص الذين يعانون من جفاف العين بسبب نقص الدموع أو سوء نوعيتها وبالتالي لا تتغذى القرنية على النحو الكافي، بينما نجد حالات استعجالية أخرى كالتعفنات الجرثومية التي لا تشفى رغم استعمال المريض للمضادات الحيوية وبالتاي يتم اللجوء في هذه الحالات إلى إزالة القرنية وتعويضها بأخرى جديدة عن طريق العملية.

الإعداد لعملية زرع القرنية

قبل القيام بعملية زرع القرنية يجب أن يتم فحص القرنية وعلاج حالات جفاف القرنية الناتجة عن قلة الدموع أو سوء نوعيتها كما يجب التأكد أيضا من اعتدال ضغط العين لأن هذه العوامل يمكن أن تؤثر لاحقا على نتائج العملية. وتوجد حالات يمكن أن تفشل فيها عملية زرع القرنية وهي إما حالات رفض الجسم للقرنية من قبل الجهاز المناعي الذي يهاجم القرنية وقد قلت نسبة الرفض في هذه الحالة غلى 5 بالمائة بفضل الأدوية التي يصفها الأطباء والتي تقلل من نشاط الجهاز المناعي وبالتالي تقلل من احتمالية رفض القرنية وتقل نسبة رفض القرنية أكثر في حالة زرع الخلايا، وإلى جانب رفض الجسم للخلايا يمكن أن نجد أيضا مشكلة جفاف العين سببا لفشل العملية في حال لم يتم علاجها قبل الخضوع للجراحة ويمكن أيضا في حالة الالتهابات الجرثومية أن تضل الجرثومة بالعين وعند زرع القرنية يمكن أن تهاجمها.

وفي حال نجاح العملية يجب على المريض بعد الخروج من العملية الالتزام بالمواظبة على استعمال الأدوية الموصوفة طيلة المدة التي يصفها الطبيب كما يجب على المريض أيضا أن يحافظ على سلامة عينه وأن يزور الطبيب بعد مدة معينة حوالي شهرين أو ثلاثة أشهر لإزالة الغرز، ويمكن أن يشعر المريض بتحسن في النظر منذ الأيام الأولى لكن هذا التحسن يتطور تدريجيا خلال الأيام اللاحقة بالتوازي مع التحام القرنية .

عملية زرع القرنية

سابقا كان الشكل الوحيد لزرع القرنية هو إزالة القرنية المريضة بالكامل وتعويضها بقرنية جديدة ولكن حاليا أصبح بالإمكان القيام بالعملية بطرق أخرى كزراعة الجزء الأمامي من القرنية خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم قرنية مخروطية كما يمكن أيضا أن تتم زراعة الخلايا فقط وهي عملية دقيقة جدا يتم خلالها فتح العين عبر ثقوب بشكل دقيق جدا ثم يتم المرور عبر هذه الثقوب وإزالة الخلايا المصابة وتعويضها بخلايا جديدة وبفضل تقنية الليزر أصبح بالإمكان قص القرنية بشكل جيد جدا وبالتالي الحصول على نتائج جيدة.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery