صعوبات الحياة الزوجية

صعوبات الحياة الزوجية

اختيار شريك الحياة هو أمر دقيق للغاية بالنظر لوجوب توفر عدة خصائص وطباع لدى الشريكين إن غابت لا يمكننا الحديث عن حياة زوجية مستقرة وخالية من المشاكل والصراعات التي تصل حد الانفصال ولا تؤثر فقط على حياة الشريكين بل حتى على حياة الأطفال إن وجدوا فخيار الزواج هو خيار حاسم ومن المؤكد أنه سيغير العديد في حياة الشريكين فالانتقال من مرحلة العزوبية التي تتميز بتوازن نفسي معين مرتبط بممارسات وسلوكيات كان يقوم بها الفرد لوحده على مستوى حياته المهنية أو الأكاديمية أو الاجتماعية إلى مرحلة الزواج ووجود شريك دائم في الحياة حيث ستتغير هذه السلوكيات والممارسات بما يتلاءم مع الحياة الزوجية بما تحمله من مسؤوليات جديدة ملقاة على عاتق الشريكين ، هذا الكم الهائل من التغيير الحاصل في فترة قصيرة جدا من الطبيعي أن ينتج خلافات هذه الخلافات قد تكون متواترة بكثرة وبحدة لا يمكن معها استمرار الزواج بصورة عادية وذلك يؤدي حتما إلى الانفصال . انطلاقا مما سبق ذكره من المهم التأكيد على ضرورة الاستعداد الجيد للزوج والوعي بوجود نمط حياة جديد مختلف كليا عما سبق قبل الحياة الزوجية حتى نستطيع مجابهة الصعوبات والتحديات التي يفرضها وجود شريك دائم في الحياة وهو عكس ما يروجه المجتمع عن الزواج بأنه حياة مثالية مليئة بالسعادة وخالية من الخلافات والصعوبات لذلك لا يجب على الفرد الأخذ بعين الاعتبار هذا التصور المثالي عن الزواج لأن الاصطدام بالواقع لاحقا سيكون محبطا ومخيبا للآمال ومن أكبر الصعوبات التي يواجهها الثنائي هي عدم التهيؤ لفكرة وجود شريك جديد في الحياة نتقاسم معه المسكن والأفكار والقرارات وحتى المشاريع المستقبلية فالعديد من الشركاء يتزوجون لكنه غير مستعدين لتغيير نمط حياتهم الفرداني واستيعاب وجود شريك في الحياة وهو ما يخلق مشكلات كبيرة نتيجة لغياب حياة زوجين تشاركية .

نسبة هامة من الأزواج لم تعش تجارب جنسية سابقة قبل الزواج الأمر الذي يسبب ظهور العديد من الصعوبات يتم اكتشافها مباشرة بعد الزواج كالأمراض الجنسية على غرار التشنج المهبلي الذي يعيق المرأة من اتمام العملية الجنسية كما يمكن أن يتفاجئ الزوج بدوره بصعوبات في الانتصاب أو المحافظة على الانتصاب أو أن يجد الأزواج نفسيهما فقد الحماسة والرغبة الجنسية مقارنة بما كانا يتوقعانه قبل الزواج والعديد من الأشخاص لا يقدرون على مواجهة هذه الصعوبات بل تكون هذه العلامات مصدر احباط للشخص في نفسه وفي شريكه وهو ما يؤدي إلى الانفصال ، لذلك على الفرد أن يكون مهيأ لخوض التجربة الجنسية حتى وإن لم تكن له تجارب سابقة على الأقل تكون له من الثقافة الجنسية النظرية ما يخوله على القيام بعملية جنسية كامل تحقق الرضاء لذاته ولشريكه لذلك من المستحسن زيارة مختص للحصول على الاستشارة وبعض النصائح حتى يتمكن من اكتشاف جسده وحل المشكلات التي يعاني منها إن وجدت .

قد يؤدي الزواج إلى ظهور مشكلات لا يكون سببها الرئيسي الأزواج بل تكون خارجية كالمشاكل العائلية التي من الممكن أن تتسبب في ظهور اضطرابات في العلاقة الزوجية هذا إلى جانب الصعوبات المهنية كحدوث مشاكل في الشغل أو ضرورة الانتقال للعمل بعيدا عن المنزل الزوجية ولكن عند وجود الحب والاستعداد النفسي يمكن للفرد أن يتجاوز هذه العقبات حيث لا تسبب له تدهورا في العلاقة وصراعات لا يمكن الخروج منها .

كثيرون لا يرغبون في الخوض في المسألة المادية قبل الزواج خوفا من الانطباع الذي قد يخلفه طرح هذا النوع من المسائل كالطمع وهو أمر خاطئ تماما فالجانب المادي عامل رئيسي ومحدد في العلاقة الزوجية من دونه لا يمكن الحديث عن الارتباط والخوص في المسائل المادية ينطلق من وجوب الوعي بأن المسؤولية المادية هي مسؤولية مشتركة ليست حكرا على أحد الزوجين دون غيره إذا كانا الاثنين يشتغلان وعدم استيعاب هذه النقطة من طرف أحد الشركاء قد تؤدي إلى ظهور الخلافات ولكن يجب التأكيد في هذا السياق على ضرورة المحافظة على حد معين من الاستقلالية المادية لدى الأزواج فطالما قام الشريك بواجباته المادية لا يجب مسائلته ومحاسبته عن كيفية التصرف بأمواله الخاصة هذه الاستقلالية لا تنطبق فقط على المسألة المادية ولكنها تنطبق أيضا على الاستقلالية الشخصية وفي حياته الاجتماعية حتى تكون الحياة الزوجية مشتركة ولكنها لا تتعدى على المساحة الخصوصية لكل فرد منهما .