مرض السّكّري وتأثيراته النّفسيّة والجنسيّة

للإضطرابات النّفسيّة ومرض السّكري تأثيرات في الاتّجاهين ,فإنّ الإضطرابات الهرمونيّة المتأتّية من الإضطرابات النّفسيّة بالإضافة إلى إضطراب نمط العيش وماينجرّ عنه من مشاكل في النّوم والأكل والهرمونات
المتسبّبة في الضّغط النّفسي مثل هرمون الكورتيزن المتسبّب في إرتفاع معدّل السّكّري في الجسم,حيث تكون هذه الظّروف متسبّبة نوعا ما في مرض السّكّري بترفيعها في نسبة السّكّري في الدّم وتأثيرها على مفعول مادّة الأنسولين.

ولمرض السّكّري عديد التّأثيرات على الحياة النّفسيّة والجنسيّة .

تأثيرات مرض السّكّري النّفسيّة:

مرض السّكّري هو مرض مزمن وهي حقيقة لا يمكن للمريض تقبّلها في بداية الأمر فيرفضها ويدخل في نوع من الصّراع معها فيشعر بفقدانه شيء ما, كما أنّه مضطرّ لتغيير نمط عيشه بصفة يوميّة ومتواصلة.

ويوجد إشكالين عند الإعلان عن الإصابة بمرض السّكّري بالنّسبة للطّرف الّذي سيعلن على المرض من جهة وبالنّسبة للمريض من جهة أخرى خاصّة فيما يتعلّق بطريقة إيصال المعلومة, وهناك إشكال في عمليّة التّواصل بين الطّبيب والمريض في هذا المجال.

تأثير طريقة الإعلان عن المرض على الفرد:

هناك صدمة في البداية وفي المرحلة الأولى خاصّة لدى الكبار في السّنّ مقارنة بالصّغار وهو ما سيؤثّرعلى نفسيّة المريض.

المرحلة الثّانية هي مرحلة التّأقلم والتّقبّل حيث سيكون هناك إجبار على ممارسة الرّياضة وإتّباع نظام غذائي معيّن ممّا يولّد جملة من الإضطرابات النّفسيّة والضّغط النّفسي والإكتئاب والخوف والهلع, حيث ستتغيّر صورة الجسد في نظر المريض سواء داخليّا أو خارجيّا وفقدان الثّقة وإعتبار الذّات بالإضافة إلى نظرة المجتمع.

وقبل الوصول إلى مرحلة التّأقلم يكون المريض حزينا وغير قادر على الفرحة مثل السّابق كما يشعر بالنّقص والإنزواء.

ويكون هناك خوف مسبق من المرض لأنّه يتسبّب في عديد المضاعفات على جملة من أعضاء الجسم مثل العينين والكلى والعضو الجنسي.

تأثيرات مرض السّكّري الجنسيّة:

يؤثّر مرض السّكّري على الحياة والصّحّة الجنسيّة على صعيدين وهما

-الصّعيد المادّي

 بتأثير المرض على الأعضاء مثل الشّرايين والأعصاب وبالتّالي العضو الجنسي الرّجالي أو النّسائي.

 ومن بين المضاعفات الجنسيّة العضويّة بالنّسبة للرّجال ضعف الإنتصاب والقذف. أمّا بالنّسبة للمرأة فيصبح هناك جفاف على مستوى العضو التناسلي بالإضافة إلى الإلتهابات جرّاء هذا الجفاف.

ويمكن تفادي الوصول إلى هذه الحالة عن طريق المواظبة على العلاج والمواظبة على الأدوية  تغيير نمط العيش والنّشاط البدني و النّظام الغذائي والتّقيّد بنصائح الطّبيب.

-تأثير الإضطرابات الجنسيّة بسبب السّكّري على العلاقة الزّوجيّة

هناك عديد العوامل التي تؤثّر على العلاقة الجنسيّة بسبب السّكري حيث أنّها العمود الفقري للحياة الزّوجيّة وعند إخفاء الموضوع و عدم التّطرّق إليه بين الزّوجين يولّد إنعدام الثّقة بين الطّرفين.

الإضطرابات الجنسيّة مرتبطة بالمسّ من الرّجولة والفحولة لدى الرّجل المشرقي وهو ما يجعله يفضّل الهروب من الخوض في الموضوع أو إطلاع الشّريك عليه أو العلاج.

يجب عدم إخفاء الأمر لأنّ الحلول موجودة

وبالنّسبة للمرأة فإنّ الجفاف الّذي تعاني منه على مستوى العضو التّناسلي سيولّد لديها فقدان للرّغبة الجنسيّة وعدم بلوغ مرحلة النّشوة ممّا سيتسبّب في إشكال بين الطّرفين والشّكّ من طرف الزّوج في عدم رغبة زوجته في معاشرته جنسيّا

تولّد المشاكل الجنسيّة في مرحلة ما عنفا مادّيا ولفظيّا بين الزّوجين وكثرة الإنفعالات والتّوتّرات جرّاء الهروب وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الطّلاق.

الإضطرابات الجنسيّة و تأثيرها النّفسي لدى مريض السّكّري

تغيّر النّظرة للجسد و الثقة في الذّات بسبب مرض السّكّري يؤثران على العلاقة الجنسيّة للمريض فينتج عنه ضعف الإنتصاب لدى الرّجل أو القذف السّريع.
 ولا تكون أحيانا الأسباب عضويّة بل بسبب الضغط النفسي وفقدان الرّغبة لدى الجنسين

أهمّيّة مرحلة التّأقلم والتّقبّل

ويمكن تفادي الإضطرابات النفسيّة والجنسيّة لدى مريض السّكّري بتقبّل المرض والتّأقلم معه, حيث يمثّل التّقبّل نصف العلاج  إذ يصبح المريض يرغب في العلاج ومحاربة المرض والتّقيّد بالنّظام الّذي يقترحه الطّبيب.