مرض السكيزوفرينيا( الانفصام في الشخصية)

23/12/2022   الصحة النفسية   5048  
الدكتورة فاتن عمدوني

مرض السكيزوفرينيا( الانفصام في الشخصية)

مرض السكيزوفرينيا( الانفصام في الشخصية)

يندرج مرض السكيزوفرينيا أو الانفصام في الشخصية ضمن أمراض الذهان وهو مرض نفسي يصيب بعض الأشخاص ويجعلهم بصفة مجملة غير قادرين على التمييز بين ما هو واقعي وغير واقعي ومن أبرز أعراضه هي ظهور أفكار غريبة وتخيلات صوتية أو مرئية وكل هذه التغييرات ستؤثر على حياة المريض سلبا وهو ما سيؤدي إلى انعزاله الاجتماعي وإلى مواجهته لصعوبات سواء على الصعيد الدراسي أو المهني، هذا وقد أثبتت الدراسات في السنوات الأخيرة أن الذهان هو مرض نفسي ولكن جزء منه سببه عضوي كأن يكون الأفراد مصلا حاملين لتغييرات جينية تجعلهم مهيئين للإصابة بالفصام.

الأعراض

سابقا،كان الاهتمام بالسكيزوفرينيا يحدث بعد ظهور العلامات الكبرى على المريض أي ظهور الأفكار الغريبة والتخيلات لكن مؤخرا أصبح التوجه يميل أكثر نحو التقصي المبكر والتعرف على الأشخاص المعرضين للإصابة بالذهان مما سيسمح بمنع الوصول إلى مرحلة السكيزوفرينيا أو تعطيل ظهورها ومن أبرز هذه العلامات:

  • الصعوبات الذهنية: يمكن أن يشعر المريض بصعوبات في الانتباه والتركيز على المستوى الدراسي أو المهني إلى جانب صعوبات في الذاكرة وصعوبات في تجميع الأفكار.
  • العلامات الجسدية: يمكن أن يهتم المريض بجسده بطريقة مبالغ بها ويشعر بتغييرات في جسمه غير صحيحة وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انقطاع شهية الأكل وإلى فقدان الوزن بطريقة كبيرة في مدة وجيزة، هذا ويمكن أن يفقد المريض أيضا اهتمامه بنظافته الشخصية وجسمه وملابسه أو أن يؤدي نفسه ويعرض نفسه للخطر.
  • اضطرابات المزاج: يمكن أن يكون المريض حزينا يميل إلى الانعزال فيفقد علاقاته الاجتماعية تدريجيا ويتخلى عن الأنشطة التي كان يمارسها سابقا وتقل حركته عموما ويمكن أن يصبح أيضا عصبيا منغلقا على نفسه ويمكن للآخرين ملاحظة هذا من خلال التغييرات السريعة وغير المبررة في المزاج كأن نجد المريض يوما حزينا وغدا سعيدا جدا دون أي سبب واضح.

يمكن أن ترافق جملة هذه العلامات أفكار انتحارية أو محاولات انتحار كما يمكن لهذه الأعراض أن تكون خفيفة مما لا يسمح بملاحظتها بسرعة ولكن عموما نجد لدى المرضى في مرحلة ما قبل بداية الفصام أكثر من عارض واحد كما نلاحظ أيضا فقدانه لاجتماعيته وميله نحو الانعزال تدريجيا.

العوامل الممهدة لظهور الذهان
  • العوامل الجينية: كأن يكون للمريض تاريخ عائلي مع الإصابة بالذهان أو باضطرابات المزاج
  • الطفولة: يكون الأشخاص الذين تعرضوا لطفولة قاسية سواء من ناحية كثرة الخلافات العائلية أو أنه قد مورس عليهم عنف بمختلف أشكاله سواء أكان معنويا أو ماديا أو جنسيا أكثر عرضة للإصابة بالفصام
  • الصدمات النفسية: كوفاة أحد أفرد العائلة أو أحد الأصدقاء المقربين أو وفاة الحبيب
  • استهلاك المواد المخدرة : يمكن أن يؤدي استهلاك المواد المخدرة كالكحول والقنب الهندي وغيره من المواد إما إلى تحفيز ظهور أعراض الذهان بالنسبة للأشخاص المهيئين جينيا للإصابة أو إلى المساهمة في ظهور أعراض الذهان بالنسبة للأشخاص الذين لا تتوفر فيهم أي عامل من العوامل المحفزة للفصام.
  • التغييرات الذهنية : يصيب مرض الفصام عادة الأشخاص الذين يتراوح معدل أعمارهم بين 14 و 30 سنة ومن المعروف أن خلال هذه الفترة تطرأ على الجسد جملة من التغيرات ولكن أيضا هذه التغيرات تطرأ أيضا على الدماغ الذي يفرز مواد معينة بطريقة أكثر من السابق وكل هذه التغيرات تجعل الفرد في فترة هشاشة مما يعرضه أكثر لخطر الفصام.
العلاج

ينقسم العلاج إلى قسمين الأول دوائي في حال كانت الأعراض حادة وأيضا نجد العلاج النفسي الذي سيساعد المريض على التقليل من التوتر والانفعال من خلال محاولة الحد من أسباب التوتر سواء في المحيط العائلي أو المهني أو الدراسي ويكون العلاج أيضا عن طريق تفسير المرض لعائلة المريض والتأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به فالدعم العائلي حلقة أساسية من حلقات العلاج ويتمثل هذا الدعم في فهم المريض واستيعاب مرضه ومساعدته من خلال حثه على تناول أدويته وعلى زيارة المختص حتى إذا كان رافضا ولا يمكن أن يحدث كل هذا إلا في حال استطاعت العائلة استيعاب حقيقة المرض وهو ما سيقوم به الطبيب خلال حصة العلاج.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery