هل يمكن القيام بالعمليّات الجراحيّة بالتّزامن مع تفشّي فيروس كورونا ؟

14/04/2020   صحة عامة   5806  
الأستاذ أمين مقني

هل يمكن القيام بالعمليّات الجراحيّة بالتّزامن مع تفشّي فيروس كورونا ؟

فيروس كورونا هو وباء عالمي و لم تقدر القوى العظمى في العالم على التّصدّي له مثل ما وقع في العصور الوسطى بسبب الطّاعون, وهو فيروس قادر على الإنتقال لجميع الأشخاص ولا دواء له لذلك على الجميع الخضوع للحجر الصحّي و أهمّ القرارات الّتي وقع إتّخاذها.

وفي أغلب الحالات يكون المرض خفيفا لكن بالنّسبة لحوالي 10 بالمائة يتطلّب الأمر ملازمة المستشفى و بين 1 و 2 بالمائة من الحالات هي خطيرة جدّا و تتطلّب الخضوع للعناية المركّزة.

و يتمثّل الإشكال الحقيقي في سرعة إنتشار العدوى,  ويمكن لهذا الوباء قتل مئات الأشخاص في يوم واحد خاصّة منهم المتقدّمين في السنّ وأصحاب الأمراض المزمنة والأشخاص الّذين يتعاطون بعض الأدوية الّتي تساهم في تخفيض مستوى المناعة.

ويمكن أن يصيب المرض الأطفال كما أنّ الأشخاص الّذين يعانون من ضعف المناعة يكونون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بهذا الفيروس.

خطورة إجراء العمليّات الجراحيّة في هذه الفترة

عند إجراء العمليّة الجراحيّة تكون المناعة ضعيفة لدى المريض فيكون عرضة للعدوى بالفيروس و يمكن أن يجعل الفيروس حالته حرجة بالإضافة إلى المرض الّذي بسببه سيقوم بإجراء عمليّة جراحيّة.

لذلك فإنّ الجراحة في زمن الكورونا تخضع لمعادلة صعبة مرتبطة بعديد العناصر أوّلها المريض الّذي ستجرى عليه العمليّة و العنصر الثّاني هو المرض الّذي سيتطلّب العمليّة الجراحيّة و العنصر الثّالث هو الطّاقم الطبّي وشبه الطبّي الّذي سيشرف على هذه العمليّة الجراحيّة.

-المريض يمكن أن يكون حاملا للفيروس و يكون على علم بذلك فيسهّل العمليّة لكن يمكن أن يكون حاملا للمرض و لا يعلم بذلك نتيجة عدم وجود علامات و في هذه الحالة يكون  قادر على نقل العدوى لبقيّة المرضى في المستشفى و للطّاقم الطبّي و شبه الطبّي الّذي سيشرف على إجراء العمليّة و بالتّالي تفشّي الفيروس .

و في حالة أخرى يمكن أن لا يكون المريض حاملا للفيروس لكن يمكن أن يصاب به إذا لم تكن وسائل الحماية و الوقاية متوفّرة

-المرض الذي سيتطلّب العمليّة الجراحيّة هناك نوعين من الأمراض وهي أمراض تتطلّب جراحة مبرمجة (الحصى في المرارة, تكيّس في الكبد , مرض الرّيشة ,البواسير...) بالنّسبة لهذه العمليّات بيّنت المؤسسات العلميّة في تونس و العالم أنّه لتخفيف العبء من الضّروريّ تأجيلها.

بالنّسبة لأمراض الأورام يتمّ مناقشة الملفّات من طرف لجان طبيّة للبتّ في إمكانيّة إجرائها أو لا .

العمليّة الثّقيلة

إذا كانت العمليّة ثقيلة و تتطلّب من المريض المكوث في المستشفى فترة معيّنة من الأفضل أن يستمرّ في الخضوع للعلاج بالأشعّة و العلاج الكيمائي حسب نوعيّة المرض حيث يقع تجنّب إنتشاره في الجسم.

العمليّة اليوميّة

إذا كانت العمليّة يوميّة لا تتطلّب منه المكوث في المستشفى بل المغادرة بعد إجرائها مثل الأورام البسيطة.

الجراحة الإستعجاليّة

الجراحة الإستعجاليّة ( الزّائدة الدّوديّة وأمرض القرح والمشاكل في الأمعاء والإصابات بسبب الحوادث و الإلتهابات الحادّة في المرارة...) يجب القيام بعمليّة جراحيّة في هذه الحالات بصفة ضروريّة.

وإذا كانت هذه الحالات تحمل فيروس "كوفيد 19" يجب على الطّاقم الطبّي و شبه الطبّي الإحتياط بتوفير وسائل الوقاية الضّروريّة و اللاّزمة لتجنّب إنتقال العدوى لبقيّة المرضى و للطّاقم الطبّي و شبه الطبّي.

-الطّاقم الطبّي وشبه الطبّي

هم أطراف من المجتمع المدني وينتمون إلى عائلات لذلك يجب توفير الوقاية اللاّزمة لهم لأنّه بالإضافة إلى إمكانيّة إنتشار العدوى يمثّلون عنصرا أساسيّا في تفشّي المرض وهو ما وقع في عدد من البلدان الأوروبيّة حيث أنّ 20 بالمائة من المرضى ينتمون إلى الطّاقم الطبّي وشبه الطبّي بسبب عدم إطّلاعهم على حقيقة المرض منذ البداية لأنّه جديد.

لذلك فإنّه يوجد في بلادنا في كلّ مستشفى منطقة خاصّة بحاملي المرض تضمّ طاقم إستشفائي وطاقم طبّي ومكان مجهّز بالأسرّة و قسم الإنعاش, و لكن ليست جميع المستشفيات تحتوي على قسم خاصّ بمرض كورونا.

هناك بعض المستشفيات مثل شارنيكول والرّابطة تحتوي على إثنين من أقسام الجراحة "أ" و "ب"

و القسم "ب" بعيد عن داخل المستشفى و هو مكان قادر على إيواء المرضى و أيضا أقسام خاصّة بالجراحة يمكن فيها القيام بالعمليّات جراحيّة الخاصّة بمرضى "كوفيد19" و فيه تتوفر الوسائل الوقائيّة الضّروريّة للطاقم الطبّي وشبه الطبّي.

كيفيّة التّعامل مع العمليّات الجراحيّة الإستعجاليّة

بما أن المرض جديد كما أنّ الأبحاث حوله محدودة فلا يزال هناك غموض حول عديد التّفاصيل لذلك فإنّه في حالات العمليّات الجراحيّة الإستعجاليّة لا يمكن المجازفة بوضع المريض في الوحدة الخاصّة بالمرضى بالفيروس بل يتمّ علاجه داخل المستشفى مع أخذ الإحتياطات اللاّزمة و الإلتزام بالجانب الوقائي و التّعامل مع المريض و كأنّه حامل للفيروس

و بعد إجراء العمليّة يتمّ وضع المريض في غرفة منفردة بإشراف طاقم طبّي يقوم بالوقاية اللاّزمة, و عند تماثل المريض للشفاء في اليوم الثّاني يتمّ إجراء تحليل للمريض إذا كان حاملا لفيروس كورونا يلازم المنطقة الخاصّة بالمرضى الحاملين للفيروس و إذا كانت النّتيجة سلبيّة يتمّ إيواؤه بالقسم الخاصّ بالمرضى العاديين.

أمّا بالنّسبة للعمليّات الإستعجاليّة غير القصوى يمكن الإنتظار 24 ساعة قبل إجراء العمليّة في هذه الحالة يتمّ تشخيص الحالة و التّثبّت من مدى وجود أعراض للمرض ( إرتفاع درجات الحرارة , ألام في المفاصل’ تواصل مع شخص وافد من الخارج...)

في هذه الحالة يعتبر شخصا حاملا لأعراض إمكانيّة المرض, ومن المستحسن أن يتمّ القيام بالتّحاليل اللاّزمة ليتمّ إجراء العمليّة في قسم الجراحة العاديّ إذا كانت النّتيجة سلبيّة أو في القسم الخاصّ بمرضى كورونا إذا كانت النّتيجة إيجابيّة.

عند إجراء عمليّة جراحيّة لمريض كورونا تتخذ إجراءات تعقيم أكثر من العاديّة, كما أنّ المشرف على عملية التّخدير يجب أن يقوم بالتّدابير الوقائيّة اللاّزمة بالإضافة للطّاقم الطّبي حيث أنّ الجراحة بالمنظار أو الجراحة المفتوحة تخضع لجملة من القواعد الوقائيّة اللاّزمة.

من المفروض في الوضع الرّاهن تفادي تعكّر الحالات الإستعجاليّة والإتّصال مباشرة بالطّبيب عند الشّعور بالألم.



أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery