ارتفاع البرولاكتين في الجسم

03/11/2022   صحة عامة   2278  
الدكتورة سيرين دنقير

ارتفاع البرولاكتين في الجسم

ارتفاع البرولاكتين في الجسم

ما هو البرولاكتين؟

البرولاكتين هو هرمون يصنع في الغدة النخامية الموجودة بالدماغ والمسؤولة عن تصنيع كل هرمونات الجسم. ويحدث ارتفاع البرولاكتين في الجسم عادة خلال فترة الحمل والإرضاع لتحضير غدة الثدي لإفراز الحليب ولكن في بعض الحالات قد يرتفع هذا الهرمون في الجسم دون وجود حمل أو رضاعة وقد يرتفع بالنسبة للرجال والنساء لتظهر على إثره أعراض متخلفة .

وبالنسبة للنساء تكون الأعراض الأكثر شيوعا متمثلة في خروج الحليب من الثدي دون أن تكون المرأة حاملا أو مرضعة بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى كانقطاع الدورة الشهرية أو تأخرها وتأخر الإنجاب وفقدان الرغبة الجنسية . أما بالنسبة للرجال يمكن أن يمكن أن يلاحظوا أيضا خروج الحليب من الثدي ولكن بدرجة أقل من النساء ولكن بالنسبة للأعراض الشائعة لدى الرجال فهي حدوث مشاكل في الانتصاب وتراجع الرغبة الجنسية بالإضافة إلى تضخم الثدي . وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع البرولاكتين يتسبب في خروج سائل من الثدي يشبه في لونه الحليب أو الماء أما إذا كان السائل دما أو كان أصفر اللون فيستبعد أن يكون ناتجا عن ارتفاع البرولاكتين بل هو نتاج أمراض أخرى يجب الكشف عنها.

ما هي أسباب ارتفاع البرولاكتين في الجسم؟

يجب التحقق بداية من عدم وجود حمل من خلال القيام بتحليل الحمل وإن لم يوجد يتم طرح جملة من الأسئلة على المريض كالأدوية التي يستعملها لأن بعض الأدوية العصبية والنفسية وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم من الممكن أن تسبب ارتفاع هرمون البرولاكتين وفي حال وجد المعالج أن المريض بسبب استهلاك أحد هذه الأدوية يتم إيقاف استهلاكها لفترة معينة يقوم إثرها المريض بتحليل للبرولاكتين وإذ كشفت التحاليل انخفاضه من الدم يتم استبدال الدواء للمريض أما إذ لم تنخفض نسبة البرولاكتين يتم البحث عن أسباب أخرى كالفشل الكلوي والكبدي أو فشل الغدة الدرقية هذا و تكون النساء اللواتي خضعن لجراحات على مستوى الصدر عرضة لإرتفاع نسب البرولاكتين في الدم وكذلك بالنسبة للنساء المصابات بتكيس المبايض وعادة ما يكون ارتفاع البرولاكتين الناتج عن هذه الأسباب ارتفاعا طفيفا أو متوسطا أما إذا كان الارتفاع كبيرا فهو يحيل إلى احتمالية وجود ورم حميد على مستوى الغدة النخامية وحينها يجب القيام بفحص بالرنين المغناطيسي للتأكد من وجوده .

هل يمكن أن ينتج عن ارتفاع البرولاكتين في الجسم مضاعفات؟

حين ترتفع نسبة البرولاكتين في الجسم تتراجع في المقابل الهورمونات الجنسية الذكورية والأنثوية لذلك نجد مشاكل في الانجاب وتراجعا في الرغبة الجنسية ولكن قد يسبب تراجع نسبة الأستروجين والتيستوستيرون بعض المضاعفات الأخرى كهشاشة العظام، أما إذا كان ارتفاع الهرمون ناتجا عن وجود ورم كبير لم يتم التفطن إليه قد يتسبب هذا الورم في إصابة المريض بنزيف أو بسكتة قلبية وهي حالات استعجالية تشكل خطرا على حياة الفرد، هذا ويسبب الورم أيضا إذا كان كبيرا في الحجم مشاكل كبيرة في النظر بسبب قرب موقعة من بعض الأعصاب البصرية

هل يوجد علاج لارتفاع البرولاكتين في الجسم؟

يكون العلاج قائما أساسا على حل المشاكل المسببة لارتفاع البرولاكتين فإذا كان ناتجا عن فشل في الغدة الدرقية يتم تقديم أدوية لتنشيط الغدة أما إذا كان المشكل عائدا إلى تكيس المبايض يتم كذلك تقديم أدوية تعالج هذا التكيس ذلك لأنه وبمجرد حل هذه الإشكالات سيتراجع البرولاكتين في الجسم من تلقاء نفسه . أما إذا كان ارتفاع البرولاكتين ناتجا عن وجود ورم فإن علاجه يكون مختلفا قليلا وطويلة في مدته يصل إلى حدود أربع أو خمس سنوات وله بعض الأعراض الجانبية كالإغماء والتقيؤ والفشلة وتختلف أدوية الورم بحسب اختلاف حجمه فإذا كان حجمه صغيرا يتم تقديم هذه الأدوية والمتمثلة أساسا في حبوب يتم استعمالها يوميا كم يحرص المريض على القيام بفحص بالرنين المغناطيسي كل سنة أو ثلاثة أشهر وذلك حسب حجمه . ولكن في بعض الحالات القليلة جدا قد لا يستجيب جسم المريض للأدوية وهنا يتم المرور إلى الجراحة خاصة إذا كان الورم كبيرا نسبيا وتهدف الجراحة إلى التقليص من حجمه ثم استكمال مسار العلاج بالأدوية .

يمكن أن يساعد هذا الدواء النساء على الإنجاب فحين ينخفض نسبة البرولاكتين في الجسم يرتفع هرمون الأستروجين وترتفع معه احتمالية الحمل وإذا حملت المرأة خلال فترة العلاج يمكن وقف استعمال الأدوية إذا كان الورم صغيرا أما إذا كان الورم كبيرا أو أن المرأة لاحظت أنه عاد إلى النمو وأصبح بحجم أكبر يتم العودة لاستعمال الأدوية بعد مرور ثلاثة أشهر على بداية الحمل وتكون هذه الأدوية لا تؤثر على الحمل وعلى صحة الجنين .


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery