متلازمة بهجت

متلازمة بهجت

تعتبر متلازمة بهجت من أكثر الأمراض الباطنية انتشارا في تونس وفي جميع بلدان الحوض الأبيض المتوسطة ومرض بهجت هو مرض مناعة ذاتية يمس خاصة فئة الرجال الذين يتراوح أعمارهم بين 25 و 45 سنة لكن هذا لا ينفي وجود إصابات به في صفوف النساء وفي صفوف باقي الأصناف العمرية الأخرى. وقد تم اكتشاف هذا المرض لأول مرة عن طريق طبيب جلدية تركي إسمه بهجت سنة 1937 والذي لاحظ لدى بعض مرضاه تكرر إصابتهم بالتهابات تؤدي إلى تقرحات في الفم والأجهزة التناسلية ترافقها أعراض أخرى مما جعله يكتشف هذه المتلازمة.

متلازمة بهجت لديها مجموعة من الأعراض أهمها التقرحات المتكررة ( أكثر من 3 مرات سنويا) في الفم والجهاز التناسلي الخارجي ويمكن أن تشمل التقرحات اللسان والحلق وتكون مؤلمة ومزعجة للمريض قد تمنعه حتى من الأكل بصفة عادية وتستمر التقرحات حوالي أربع أو خمس أيام ثم تختفي من تلقاء نفسها ولا تترك أثرا لتعاود الظهور مرة أخرى بعد فترة قصيرة ، على عكس التقرحات في الجهاز التناسلي التي تكون أكبر ولا تتكرر بنفس درجة تكرر تقرحات الفم وعند اختفائها تترك أثرا أبيضا في الجهاز التناسلي والذي لا يختفي أبدا.

إلى جانب التقرحات في الفم والجهاز التناسلي يمكن أن يسبب مرض بهجت أعراضا أخرى كالتهابات العين وخاصة الشبكية وسابقا كان هذا المرض يؤدي إلى فقدان البصر ويأتي مباشرة بعد مرض السكري ولكن بفضل تطور العلم أصبح يمكن اكتشافه مبكرا وعدم الوصول إلى مرحلة فقدان البصر.

مرض بهجت يمكن أن يؤثر أيضا على سلامة العروق ويؤدي إلى انسدادت وتجلطات على مستوى الأوردة أو الشرايين كما يمكن أن يمس أعصاب المخ ويؤدي إلى تجلطات في أعصاب الدماغ.

لا توجد حاليا أسباب أو عوامل تؤدي مباشرة إلى الإصابة بمرض بهجت وهو تهيؤ جيني يمكن في أي سن أن يحفز وتبدأ الخلايا في مهاجمة الجسم لتسبب الأعراض السابق ذكرها. إلا أن العلم قد توصل إلى أن الأشخاص المصابين بمتلازمة بهجت عادة ما يعانون من تكرر الإصابة بنوع من البكتيريا التي تسبب العدوى الالتهابية في الحلق .

على عكس بعض الأمراض الباطنية التي يمكن القيام بفحوصات لاكتشافها، لا يوجد فحص أو تحليل يمكن أن يثبت إصابة الشخص من عدمه بهذه المتلازمة لذلك فإن التشخيص يرتكز على الفحص السريري وعلى استجواب المريض لتحديد الأعراض .

متلازمة بهجت هي مرض مزمن ولا يوجد له علاج نهائي لذلك فإن العلاج يكون موجها لتقليل الأعراض أساسا وبالنسبة للتقرحات يقوم الأخصائي بإعطاء أدوية على شكل حبوب لمنع خلايا الالتهاب من الوصول إلى الفم والتسبب في التقرحات ويستعمل المريض هذا الدواء مدى الحياة وبعد فترة سيلاحظ تراجع تواتر التقرحات وتراجع فترة بقائها في حال ظهورها كما يجب على مرضى هذه المتلازمة العناية بسلامة ونظافة الفم بتجنب التدخين وعيادة طبيب الأسنان بشكل دوري. وفي حال كان المريض يعاني من التهابات العين وخاصة الشبكية أو التهابات الجهاز العصبي يتم وصف أدوية الكورتيكوييد أو مثبطات المناعة التي ستقلل من هجوم الخلايا المناعية على الجسم وبالتالي التقليل من الأعراض قدر الإمكان كما يوجد أيضا العلاج الموجه الذي يستهدف الخلية الأولى التي تحورت وأصبحت تهاجم الجسم لقتلها وبالتالي وقف مهاجم الخلايا للجسم والتقليل أو التخلص من الأعراض.