مرض بهجت

مرض بهجت

داء بهجت هو مرض مناعة ذاتي غير معد وجاءت تسميته نسبة للدكتور التركي بهجت الذي استطاع جمع الأعراض التي تكون هذه المتلازمة والتي من بين أعراضه الرئيسية هي التقرح الفموي إلى جانب جملة من الأعراض الأخرى التي سنأتي على ذكرها بالتفاصيل لاحقا ولكن هذا المرض هو بالأساس ناتج عن التهاب في الأوعية الدموية الموجودة بالجسم والتي تكون إما على شكل شرايين أو أوردة يقع فيها التهاب لذلك فإن أعراض هذا المرض تمس كل أعضاء الجسم وأجهزته.

مازالت الأسباب الكامنة وراء الإصابة بداء بهجة غير محددة لكن بعض الدراسات استطاعت أن تحدد جملة من العوامل التي ترفع في خطر الإصابة بهذا المرض دون أن تكون بالضرورة سببا مباشرا وراء الإصابة به ومن بين هذه العوامل نجد العامل الوراثي وعامل الإصابة الجرثومية حيث أثبتت التجارب أن أغلب المصابين بمتلازمة بهجة شخصوا بالمكورات العنقودية وهي أحد أسباب الالتهابات الجرثومية وتتفاوت نسبة الإصابة بهذا المرض من بلد إلى آخر ويعتبر أكثر انتشارا بالنسبة للذكور مقارنة بالإناث ويشمل مختلف الفئات العمرية ولكن بدرجة خاصة الفئة العمرية التي تتراوح بين 20 و 40 سنة.

لا يوجد فحص محدد يمكن أن يثبت إصابة الفرد بمتلازمة بهجت بل يتم تحديد الإصابة باعتماد معايير دولية تتمثل في جملة من الأعراض التي إذا أثبتت إثنين منها إلى جانب التقرح الفموي الذي يعتبر عارض رئيسي في المرض، يتم تشخيص المريض بمتلازمة بهجت وهذه الأعراض خمس معايير يكون أولها التقرحات التي تكون فموية والثانية تناسلية والمعيار الثالث هو الإصابات الجلدية حيث تظهر لدى المرضى بثور تكون شبيه بحب الشباب وموجودة خاصة في الأطراف السفلية أو العلوية وتوجد أيضا العقدة الحممية وهي عبارة عن دوائر حمراء صلب ومؤلمة تظهر بمختلف مناطق الجلد وخاصة على مستوى الأطراف والمعيار الرابع يكون الإصابة على مستوى العيون وتكون هذه الإصابة خطرة إذا ظهرت على المريض أعراض احمرار العين وكثرة نزول الدموع وفرط الحساسية للضوء وتكون هذه الأعراض مؤشرا على أن الحالة تتطلب تدخلا علاجيا عاجلا والمعيار الأخير يتمثل في فحص يقوم به المختص وهو اختبار باترجيك الذي يكون إيجابي لدى مرضى بهجت.

وبما أن داء بهجت هو مرض يمس مختلف الأوعية الدموية بالجسم بالتالي فإن الإصابة ستكون بمختلف أجهزة الجسم حيث يمكن أن نجد الإصابات العصبية على مستوى الدماغ والنخاع الشوكي والتهاب السحايا الذي نجد من أعراضه صلابة الرقبة والصداع والقيئ كما نجد أيضا بعض الإصابات الحركية والحسية وبالنسبة لإصابة الأعصاب المحيطية تظهر على المريض بها أعراض الحرارة في كفوف اليد والرجل وإسهال دون سبب مع دوخة أحيانا.

ويمكن أن يمس داء بهجت الجهاز الهضمي للإنسان حيث يمكن أن تظهر هذه التقرحات في المعدة أو المصران وفي بعض الحالات الخطرة يمكن أن تؤدي التقرحات إلى ثقب في المعدة مما ينجر عنها نزيف هضمي وإسهال وهي حالات تتطلب تدخلا إستعجاليا. ويمس داء بهجت المفاصل فيؤدي إلى التهابات مفصلية قد تكون ميكانيكية أو التهابية وأيضا من بين الإصابات الأكثر خطورة التي قد تسببها هذه المتلازمة نجدها خاصة لدى التهاب الأوعية الدموية الكبرى على غرار الشريان الأبهر وتؤدي هذه الإصابة إلى تخثرات في الشريان تعطي مضاعفات خطيرة جدا كما يمكن أن يتوسع جدار الأوعية على شكل بالون في مكان معين يتراكم به الدم ثم ينفجر.

من خصائص داء بهجت أن أعراضه ليست مستمرة بل تظهر وتختفي في كل فترة ومن بين أهم محفزات ظهور الأعراض نجد الضغط النفسي والأغذية غير المناسبة والعادة الشهرية لدى النساء. ويكون علاج المرض عن طريق الأدوية العامة والأدوية الموضعية فمثلا لعلاج التقرح الفموي والتناسلي تستعمل الكريمات وأدوية الكورتيكوييد وهناك أدوية عامة يتناولها المريض في بعض الأمراض الأخرى كالتي تشمل المفصل وبالنسبة لتقرحات الفم يعتبر الكولشسين علاجها الأساسي . وفي بعض الأحيان قد يصف الأطباء مثبطات المناعة وهي من أقوى العلاجات التي توصف في الأعراض المتطورة من المرض أو بالنسبة للمرضى الذين لم تؤثر فيهم الأدوية الأخرى ويعود وصف مثبطات المناعة كون أمراض المناعية الذاتية تكون ناتجة عن فرط إفراز الجهاز المناعي للأجسام المضادة رغم عدم وجود إصابات جرثومية أو أجسام غريبة بالجسم وبالتالي فإن هذه الأجسام المضادة تهاجم أعضاء الجسم السليمة فتسبب بكل هذه الإشكالات لذلك توصف هذه المثبطات للتقليل من نشاط الجهاز المناعي والتخفيف من الأعراض ولا توجد مدة محددة للعلاج بل هي مختلفة حسب الحالة وحسب فترة نشاط الأعراض.