اضطراب التعلم عند الأطفال

16/09/2022   Santé de l'enfant   2630  
Pr Imen Miri Ouardani

اضطراب التعلم عند الأطفال

اضطراب التعلم عند الأطفال

صعوبات التعلم عند الأطفال هي عادة مشاكل ظرفية يمكن أن يعيشها الطفل في أي وقت وأي سن من التمدرس وعديدة هي الأسباب المؤدية لصعوبة التعلم والتي دائما ما تكون مرحلية وبالتالي كلما كان اكتشافها مبكرا ومحاولة نفي تلك الأسباب كلما كان التحسن أسرع وأفضل، هذا الوضع ليس شبيها باضطرابات التعلم والتي تكون مرتبطة بنوع من الإشكاليات الداخلة في نمو الطفل وهو أن يكون الطفل بذكاء عادي ورغم التمدرس بالطريقة الصحيحة ورغم أن الإطار التربوي والأسري حريصة على تمدرس الطفل ولا يعاني من أي اضطرابات ذهنية أو عصبية إلا أنه رغم هذا غير قادر على التعلم وهو ما يطلق عليه اضطراب التعلم عند الأطفال وقد تظهر أعراض هذا الاضطراب حتى قبل الدخول إلى المدرسة .

تجدر الإشارة إلى أن التعهد باضطرابات التعلم عند الأطفال ليست شبيهة بطريقة التعهد بصعوبات التمدرس لذا وجب التمييز بينهم وتجنب وقوع الخلط فكما أشرنا تكون الصعوبات ظرفية لكن إذا تراكمت لسنوات طويلة قد تؤدي لحدوث اضطرابات في التمدرس حيث يكون الطفل غير قادر على مواصلة مشواره التعليمي بصفة عادية وقد تعود هذه الصعوبات لنقص في العناية من طرف الأسرة أو الإطار التربوي أو أيضا تكون مرتبطة ببعض العادات والسلوكيات غير السليمة كالبقاء طويلا أمام التلفاز والهاتف ومختلف الأجهزة الإلكترونية ، هذا ويوجد نقص هام في الأنشطة البدنية التي تحسن النشاط الذهني للطفل .

اضطرابات التعلم عند الأطفال

في حال غياب كل الأسباب المؤدية لصعوبات التعلم واستكمال المختص لكل الاختبارات والتقييمات التي تؤكد سلامة نسبة الذكاء عند الطفل ويكون الإطار التربوي والأسري المحيط بالطفل سليم ويحسن معاملته ومع هذا يضل الطفل غير قادر على مواصلة تحصيله العلمي بطريقة طبيعية نتحدث في هذه الحالة عن اضطراب في التعلم عند الطفل ويجب في هذه الحالة أولا تحديد نوع الاضطراب الذي يعاني منه الطفل ومحاولة فهم قدراتها وكيفية اكتسابه للمعرفة كي يتم في الأخير بناء برنامج مشترك مع الأسرة والطفل والمختص والمدرسة لمحاولة إدماج الطفل وتمكينه من مواصلة تعليمه رغم هذه الاضطرابات.

قد تؤثر اضطرابات التعلم على العلاقات الاجتماعية للطفل إذ لا يستطيع الطفل أحيانا عقد صداقات مع أقرانه إما بسبب فرط الحركة أو الخجل المفرط أو بسبب شعوره الدائم بالنقص وأنه غير قادر على التألق والنجاح كبقية زملائه فيشعر بالفشل وهو ما يؤثر على سلوكه الذي قد يكون أحيانا العلامة التي يلاحظ من خلالها الأهل والمدرسة وجود خلل لدى الطفل .

أعراض اضطرابات التعلم عند الأطفال

يمكن أن تنقسم العلامات الدالة على اضطرابات التعلم عند الطفل إلى مرحلتين الأولى تظهر قبل دخوله المدرسة وتكون عادة اللغة أو الكلام ذلك أن الطفل في سن الأربع والخمس سنوات من المفروض أن تكون لغته سليمة وثرية فاللغة هي بوابة التعلم وإذا كان الطفل يعاني من مشاكل في اللغة سيواجه بالضرورة صعوبات في التعلم، هذا إلى جانب السلوكيات التي يمارسها الطفل والتي تكون حاملة لمؤشرات ودلالات مثل تشتت التركيز وفرط الحركة وهو ما يستوجب التعهد المبكر قبل دخول المدرسة . وفي المقابل يوجد أطفال تظهر لديهم أعراض اضطرابات التعلم فقط بعد دخول المدرسة حين يجد الطفل نفسه رغم تمدرسه الجيد إلا أنه لا يزال غير قادر على القراءة بسلاسة وكتابته سيئة.

تشخيص اضطرابات التعلم عند الأطفال

يجب أن يقوم المختص أولا بالتثبت من عدم وجود أي إشكال عضوي قد يكون مسببا لهذا المشكل ثم يمر في مرحلة ثانية إلى القيام بجملة من التقييمات التي تحدد قدرات الطفل في القراءة والكتابة وهي تساعد في الحصول على تشخيص دقيق لنوعية الاضطراب الذي يعاني منه الطفل وتساعد أيضا في تحديد قدرات ومهارات الطفل وعلى هذا الأساس يتم إعداد برنامج في سبيل بناء الطريقة الأصلح التي تساعد الطفل في مواصلة تعليمه.

علاج اضطرابات التعلم عند الأطفال

لا توجد أدوية محددة لعلاج اضطرابات التعلم عند الأطفال ولكن هناك أدوية يصفها المختص في حالات معينة كحالة الإفراط في الحركة حيث توجد أدوية قادر على أن تحد من هذا المشكل ويعود أصل الإفراط في الحركة دائما إلى مشكل في التركيز ويستطيع المختص النفسي للأطفال بوصف الأدوية المناسبة، تكون هذه الحلول الدوائية مساعدا لحل المشكل إلى جانب محاولة التعرف على نقاط قوة الطفل وقدراته لحسن استثمارها ومساعدته على مواصلة تكوينه العلمي.


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery