التربية العلاجية النفسية

التربية العلاجية النفسية

إن التربية العلاجية النفسية عن طريق المقاربة الاندماجية الانتقائية البيونفس الاجتماعية هي مهمة جدا لتحقيق سلامة الفرد النفسية والجسدية لأنها مقاربة شاملة تجمع بين مختلف الجوانب الإنسانية البيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية.

ومن أهم ما قد تفيد به التربية العلاجية النفسية الإنسان التي سيخضع لها أنها ستساعده على التعرف على محددات الصحة والاضطراب سواء أكان هذا الاضطراب نفسي أم جسدي وبالتالي سيستطيع التعرف على ما يحتمل أن يحصل من اضطرابات وسيلاحظ المؤشرات منذ بداية ظهورها وهو ما يساعد على التعامل معها بشكل مسبق قبل تطورها. هذا و تساعد التربية العلاجية النفسية على التعرف على الأسباب المهيئة لحدوث الاضطراب سواء النفسي أو البيولوجي أي قدرة الشخص على تكوين فكرة عامة عن الأسباب التي تهيؤه للاضطرابات ويمكنه أيضا التعرف على الأسباب التي تهيؤ أفراد محيطه كالأبناء مثلا وهو ما يعني أن الشخص يصبح قادرا على التعرف على أي مؤشر قد يظهر عليه شخصيا أو على أفراد محيطه وبالتالي تعلم طريق التعامل معه قبل وصوله إلى مرحلة الاختلال والاضطراب وهو ما يساعد الفرد على وقاية نفسه وتقويتها حتى تستطيع مقاومة مختلف المشكلات التي قد تعرضها إلى الاضطرابات النفسية.

وإلى جانب كل هذه الأمور فإن التربية العلاجية النفسية تساعد الشخص على تعلم كيفية إدارة ضغطه النفسي وانكساراته التي تكون ناتجة عن أحداث قاسية وعن صدمات وقعت في الطفولة وبالتالي يكون قادرا على تجاوزها لأن معرفة مكامن الضغط في الشخصية والمشكلات التي قد تؤدي إلى حدوث الاضطرابات يساعد على تدعيم النفسي وتقويتها لمواجهة هذه المشكلات.

وأخيرا يوصى بالتربية العلاجية النفسية سواء للأشخاص السليمين أو الأشخاص الذي يعانون من اضطرابات أو أمراض نفسية لأنها لا تساعد فقط على التعامل مع المشكلات النفسية بل هي تعلم الفرد بكيفية تطوير نظام عيش صحي للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية لأن أغلب الدراسات تؤكد أن محيط الفرد وعلاقاته الاجتماعية وطريقة عيشه وأكله ونموه كلها عوامل تتدخل في إصاباته بالاضطرابات لذلك فإن معرفة الأسباب المهيئة لحدوث الاضطراب وكيفية التعامل معها وكيفية حماية النفس من الصدمات والإشكاليات بكل أنواعها سيعلم الإنسان كيف يسيطر على حياته ويدري ضغطه على نحو يحقق معه التوازن النفسي والجسدي.