عيوب البصر عند الأطفال

عيوب البصر عند الأطفال

عند الولادة لا تكون قدرة الطفل على الرؤية جيدة بنسبة مائة بالمائة بل بسبب عدم اكتمال نضج عضلات العين وأعصاب المخ تكون رؤيته ضبابية بعض الشيء ومقتصرة على الأشياء القريبة من حوله وبمجرد التقدم في السن قليلا تبدأ هذه العضلات بالنضج تدريجيا وتتحسن قدرة الطفل على الرؤية وكلما كبر كلما أصبح قادرا على رؤية الأشياء من قريب أو من بعيد بكل وضوح ولذلك في هذه الحالات يمكن تقييم نظر الطفل ومراقبته منذ بلوغ الست سنوات أو أقل بقليل.

في بعض الحالات الخاصة قد يولد الأطفال وهم حاملين لمشاكل في الرؤية يتفطن إليها الأهل عن طريق بعض سلوكات الطفل كأن لا يكون الطفل قادرا على التركيز على الأشياء من حوله وعدم تفاعله مع حركة أبويه لجسم ما أمامه أو عدم تفاعله مع فتح الضوء وغلقه وإضافة إلى هذه السلوكات يمكن أن نلاحظ إحمرار في عين الرضيع وتكون ممتلئة بالدموع دائما وإذا بلغ الطفل سنة تتطور هذه الأعراض حيث يمكن أن نلاحظ رعشة في العين أو فرط في الحساسية للضوء وهي كلها مؤشرات تدل على وجود مشكل في العين. وإذا لم يتم تشخيص هذه الحالة ستتطور أعراض الطفل خاصة عند الدخول إلى المدرسة لنجده يشكو من صداع وآلام في عينه مع عدم القدرة على القراءة والكتابة بشكل جيد ولذلك يجب بمجرد ظهور الأعراض عرض الطفل على الفحص لتشخيص حالته قبل الوصول إلى أعراض متطورة مما سيسهل من العلاج.

يجب عرض الطفل على المختص منذ ملاحظة الأعراض لأن هذه الأعراض يمكن أن تخفي ورائها مشاكل أخرى إلى جانب مشاكل النظر حيث أن الحكة الشديدة للعين وإحمرارها يمكن أن يكون مؤشرا في دخول مواد كيميائية في العين أو على جرح بالشبكية ، هذا ويمكن أن يولد بعض الأطفال وهم حاملين لبعض الأمراض التي قد تسبب بها إصابة الأم خلال الحمل ببعض الأمراض كداء المقوسات وهو مرض ناتج عن عدوى طفيلية ينتقل من الحيوان إلى الإنسان وعند إصابة المرأة الحامل به يمكن أن يؤثر على الجنين فيولد حاملا لمشاكل في الشبكية أو حاملا للماء الأبيض أو الأزرق كما يمكن أن يصاب الأطفال ببعض الالتهابات في العين وفي الجفن تؤثر على قدرته على الرؤية وهي حالات تتطلب تدخلا علاجيا عاجلا.

توجد ثلاث أنواع أساسية من مشاكل النظر وهي:

• طول النظر: يولد الأطفال عادة بطول النظر ومع نمو العين يتلاشى هذا الطول تدرجييا ليختفي لكن في بعض الحالات يكون هذا الطول في النظر موجودا بدرجة كبيرة أو لا يختفي حتى مع كبر الطفل وفي هذه الحالة يكون الطفل قادرا على رؤية الأشياء البعيدة ولكن غير قادر على رؤية الأشياء القريبة جيدا وفي بعض الحالات المتقدمة يفقد حتى القدرة على رؤية الأشياء البعيدة بوضوح ونلاحظ على الطفل المصاب علامات صداع دائم وأخطاء عند الكتابة والقراءة وغالبا ما ترتبط هذه الحالة بالحول.
• قصر النظر: يمكن أن يولد الأطفال بقصر النظر كما يمكن أن يظهر قصر النظر لاحقا في سن 5 أو 6 سنوات وكلما ظهر قصر النظر مبكرا كلما كان تطوره أسرع ولا يتمكن الطفل المصاب به من رؤية الأشياء البعيدة مما يسبب له عدة أعراض لعل أهمها هي عدة قدرته على القراءة من بعيد مما يتسبب له بمشاكل دراسية لاحقة.
• اللابؤرية : هو مشكل في النظر يحدث بسبب عدم تحدب القرنية بشكل جيد وهو ما يتسبب في خلل في انكسار الضوء القادم من الجسم إلى داخل العين وينتج عن هذه الحالة تشوش في النظر وضبابية في الرؤية بسبب كون سطح القرنية مخروطي الشكل ولا يستطيع الطفل المصاب باللابؤرية رؤية الأجسام بشكلها الطبيعي بل يرى بها اعوجاج وهو ما يجلعه مثلا غير قادر على التمييز بين الأشكال والحروف والأرقام المتشابهة ويمكن أن يولد الطفل بهذه الحالة ثم تتلاشى تدريجيا لكن إذا استمرت الحالة فهي تحتاج إلى علاج .
• الحول : يمكن أن يكون للحول علاقة بنقص النظر أو زيادته ويمكن أن يكون فقط بسبب ضعف في عضلات العين والأعصاب وحسب التشخيص يمكن علاج الحول حيث إذا كان ناتجا عن مشكل بالنظر يتم علاج مشكل النظر ثم الانتظار لفترة حيث قد تساعد النظارات في علاج الحول أما إذا كان الحول بسبب عضلات العين فيكون علاجه عن طريق تدخل جراحي بسيط.