القلق: الأسباب، الأعراض وأساليب العلاج

22/10/2023   Santé mentale   1676  
Dr Hasnaa AJROUJ
القلق: الأسباب، الأعراض وأساليب العلاج

 

القلق هو حالة من التأهب و التوتر النفسي و الجسدي إستجابة لموقف يتعين على الشخص مواجهته بسرعة و بشكل مناسب.
بمعنى عام هو شعور طبيعي ليس مرضي، بل هو بالنسبة للجسم هو حالة ناتجة عن وجود خطر يهدده. 

يمكننا أن نصنف حدته على شكل مجال نجد في بدايته قلق خفيف الحدة، و هو ذلك الإحساس الذي يحفزنا على الإنتاج و العمل مثال ذلك القلق الذي يصاحب الإمتحان أو العمل, و في نهايته القلق الشديد الناتج عن خطرما أو تهديد لحياة الفرد.
هذا الشعور الذي سبق أن وصفناه بالطبيعي يمكن أن يتحول إلى حالة مرضية إذا ظهر في مواقف غير مناسبة و مبالغا فيه، مع نتائج سلبية على حياة الفرد، مما ينتج عنه مجموعة من الإضطرابات تسمى الاضطرابات القلقية و هذه الإضطرابات جد شائعة بيننا.

الأعراض

حالة التوتر تتجسد لدى الفرد على شكل عدة أعراض منها الجسدية، السلوكية و أخرى متعلقة بالأفكار.
هناك منطقة في الدماغ مسؤولة عن الشعور بالقلق و الخوف، تتصل بمراكز أخرى في الدماغ مسؤولة عن الحركة، التنفس، الذاكرة لدى الشخص ,في حالة القلق تجعله يشعر و يحس بأعراض جسدية كتسارع دقات القلب، ارتفاع في الضغط، إحساس بضيق في الصدر، الإرتعاش، العرق، تسارع في التنفس...، و أخرى متعلقة بالأفكار مثل أفكار سلبية متعلقة بقدرة الشخص على تجاوز التحديات أو الصعوبات، إضطراب في التركيز مع ظهور فجوات في الذاكرة وصعوبة في اتخاذ القرارات، مما يسبب الأرق واضطراب في النوم. 
كما يؤدي إلى تغيرات في سلوكنا مثل العزلة، الهروب و تفادي أي شيء أو شخص مصدر للقلق، التعاطي السجائر أو المشروبات الكحولية و ذلك ظنا منا أن هذه السلوكات تمكن من خفض نسبة الضغط و القلق.

الأسباب

هناك عدة أسباب مسؤولة عن وجود الإضطرابات القلقية من بينها عوامل جينية، بيولوجية مرتبطة بإضطرابات في الناقلات العصبية، و أخرى مرتبطة بالمحيط الأسري و الإجتماعي الذي ترعرع فيه الفرد: العزلة ، إنفصال الأبوين، العنف الأسري، الحماية المفرطة و المبالغ فيها للطفل...
الدراسات الحديثة المتعلقة بأشعة الدماغ تشير إلى وجود تغيرات على مستوى مناطق معينة بالدماغ لدى الأشخاص المصابين بإضطرابات قلقية. 
إذن، فالإضطرابات القلقية كباقي الإضطرابات النفسية لا نجد سبب واحد مسؤول عنها، بل تداخل و ترابط عدة أسباب منذ مرحلة الجنين مرورا بالطفولة إلى مرحلة المراهقة و الرشد. 

طرق العلاج

هناك طرق متعددة لعلاج الإضطرابات القلقية سواء بإستعمال الأدوية أو بحصص العلاج بالجلسات أو كلتهما،كما انه لا يجب إهمال معالجة الإضطرابات المصاحبة كالإدمان

لكن وجب أولا التركيز على تحسين نمط عيش الفرد مثل : إعتماد وقت محدد للنوم و أخد الوجبات الغدائية في وقتها، ممارسة نشاط رياضي بصفة منتظمة حوالي 30 دقيقة يوميا أو ثلاث مرات في الأسبوع، تعلم تقنيات الإسترخاء و التنفس التي تمكن من خفض الضعط و التوثر.
يجب كذلك تنظيم إستعمال الزمان لتفاذي تراكم العمل مع إعتماد على مذكرة لتسجيل المواعيد و الإلتزامات اليومية


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery