اضطرابات الهلع : أسبابها و كيفية العلاج

نوبات و اضطرابات الهلع مرض منتشر بنسبة كبيرة في العالم بين 12 و 15 بالمائة
و هو مرض غير معروف مما جعل الأمر صعب العلاج على المريض لعدم درايته به.

مفهوم اضطرابات الهلع

اضطرابات الهلع تحتوي على نوبات الهلع و هي نوبات ذعر حيث يكون المريض في حالة طبيعية (اثناء قيادة السيارة ، في المنزل ، اثناء النوم ...)ثم ينتابه فجأة  إحساس بالخوف و يتكثف الاحساس تدريجيا إلى أن يصل إلى ذروته في ظرف 10 دقائق  لتدوم النوبة بين 20 و 30 دقيقة.

الأعراض

ينقسم إلى أعراض جسدية و نفسية و سلوكية تتظافر مع بعضها البعض لتجعل المريض في حلقة مفرغة  ثم تحدث له النوبة التي تختفي فجأة و تجعل المريض في  حالة حيرة لا يعرف ماذا وقع له.

الأعراض الجسدية 

تختلف الأعراض الجسدية  من شخص إلى آخر و يمكن أن يشعر المريض بضيق في التنفس و  بالاختناق و تسارع في الحركة التنفسية

ايضا التسارع في دقات القلب و الشعور  بألم  على مستوى القلب شبيه بأعراض الجلطة

الشعور بالغثيان مع الرغبة في الإسهال

الآلام في المعدة و البطن.

أعراض عصبية

شعور المريض بفقدان التوازن و الاغماء.

الطنين في الأذن.

ارتفاع في حرارة الجسم.

الارتعاش.

تخدير و تنميل في اليدين.

الأعراض النفسية

هي جملة الأحاسيس المرتبطة بالاعراض الجسدية التي انتابت المريض و تختلف درجات هذا الاحساس من الشعور بالقلق إلى الشعور بعدم القدرة على التفكير و ان مستوى التفكير في  تسارع أو في تباطؤ.

الأعراض السلوكية

تختلف من شخص إلى آخر :

الدخول في حالة من الحركة و الهيجان دون هدف معين

هروب المريض من المكان الذي حصلت له فيه نوبة الهلع إلى مكان يشعر فيه بالأمان مثل منزله أو سيارته أو المكان الذي يمكن أن يتلقى فيه الإسعافات اللازمة

و في معظم الحالات يكتفي المريض بالفرجة و لا يقدم على القيام بأية حركة أو ردة فعل.

متى يتم الاقرار بالإصابة بالهلع ؟

عند تكرر نوبات الهلع بمعدل 4مرات في الشهر يمكن الاقرار بإصابة المريض باضطرابات الهلع

و يجب على المريض العلاج في مرحلة مبكرة لعدم السقوط في فخ الخوف من الخوف

بالخوف الدائم من ظهور النوبات من جديد

ان ينتاب المريض رهاب الساحة l'agoraphobie و تصيب هذه الحالة حوالي 30 أو 50 بالمائة من الحالات

و قد يتسبب في نوع من الإعاقة الاجتماعية حيث يصبح غير قادر على الخروج من المنزل نتيجة الخوف من حدوث النوبات في مكان لا يمكن أن يتم انقاذه فيه

و يختار المريض مكانا يعيش فيه حيث يمكن أن يتلقى المساعدة عند حدوث النوبات أو أن يكون برفقة أحد الأشخاص عن الخروج

وفي أقصى الحالات تنعدم رغبة المريض في الخروج أو لقاء الناس

ومن مضاعفات المرض السقوط في الاكتئاب  و انقياد المريض لاستهلاك المخدرات و استعمال المهدئات دون استشارة الطبيب و هو ما يقود إلى الإدمان و ايضا استهلاك الكحول.

العلاج

ينقسم العلاج إلى نوعين و هما علاج النوبة و علاج المرض و ذلك عن طريق العلاج الطبي و العلاج السلوكي المعرفي و هو  علاج ضروري لتكون النتائج فعالة
و يتم الاستناد إلى جملة من أدوية الأعصاب المضادة للاكتئاب و التي تؤثر على السيولة العصبية التي تتقلص لدى المريض المصاب باضطرابات الهلع و يتم تعاطي هذه الأدوية على امتداد سنة و عند التخلي عنها لا تترك أثر الإدمان لدى المريض.

علاج نوبات الهلع

يتم التشخيص و الاستماع إلى دقات القلب و قياس التنفس و معدل السكري و ضغط الدم و القيام بالتحاليل اللازمة و الكشف عن مدى تعرض المريض إلى حالة تسمم لان أعراض التسمم تكون شبيهة بالنوبة الهلع
و عند غياب أية أمراض جسدية يتم الحديث إلى المريض في غرفة مظلمة عن النوبة و كيفية التعرض إليها و بث تطمينات في نفس المريض و إقناعه بأن مرضه حاله نفسية و ان فرضية الموت غير موجودة
ان لم تنجح عملية الحديث للمريض في تهدءته يتم منحه بعض الأدوية التي تستهلك عبر الفم  و التي تكون ناجعة و تجعل المريض يشعر بالتحسن في ظرف 15 أو 20 دقيقة.

علاج الاضطراب (  العلاج الوقائي )

يمنح المريض أدوية يقع استهلاكها في فترة ما بين 8 و 12 شهرا بعد القيام بتحاليل تثبت سلامة المريض الجسدية 

عادة يشعر المريض ببداية التحسن بعد مرور  اسبوعين أو 4 أسابيع على العلاج

بعد 3 أو 4 أشهر تتقلص تدريجيا النوبات و يتم التخلي عن الأدوية بعد سنة و عند عودة التقلقات يمكن العودة إلى استهلاك الادوية

و لان مضادات الاكتئاب تتطلب فترة من الزمن لتكون فعالة ( اسبوعين أو 4 أسابيع ) يمكن أن يمنح المريض بعض المهدئات.