تصلب شرايين الأطراف السفلية

تصلب شرايين الأطراف السفلية

تصلب الشرايين يمس كل شرايين الجسم ويتكون على مستوى الطبقات الداخلية للشريان الموجودة في اتصال مباشر مع الدم وخاصة في منطقة تفرع الشرايين ويحدث هذا التصلب نتيجة لتراكمات من أهم مكوناتها هي الدهون التي تتجمع بالشريان لتؤدي إلى تصلبه وإنسداده.

توجد عوامل ترفع من خطر الإصابة بتصلب الشرايين ولكن لا يمكن تغييرها كعامل السن فالأشخاص الذين تجاوزوا ال50 سنة يكونون أكثرة عرضة من غيرهم للإصابة بتصلب الشرايين هذا ويكون الرجال معرضون أكثر للإصابة مقارنة بالنساء بينما تشكل إصابة النساء بهذا المرض خطورة أكثر بسبب صغر حجم شرايينهم مقابل الرجل وبالتالي فإن إحتمالية التصلب وانسداد الشريان تكون أسرع. وإلى جانب هذه العوامل توجد بعض الأسباب الأخرى التي يمكن التحكم بها كارتفاع السكري وضغط الدم والسمنة وارتفاع الكوليسترول وأيضا كثرة الجلوس وقلة الحركة دون أن ننسى أخيرا عامل التدخين والتدخين السلبي الذي يعتبر من أهم مسببات تصلب الشرايين ويعود هذا إلى أن جملة هذه العوامل ترفع من نسبة تراكم الدهون في الدم وبالتالي ترفع من احتمالية تراكمها في الشرايين.

يمكن تقسيم الأعراض حسب درجة تطور المرض إلى أربعة مراحل:

• المرحلة الأولى : لا يشعر المريض خلال هذه المرحلة بأي أعراض لكن يمكن للطبيب تشخيص المرض إذا كان المريض مواظبا على دورية زيارة المختص.
• المرحلة الثانية: يشعر المريض خلال هذه المرحلة بتشنجات عضلية تكون أسفل الرجل من الخلف خاصة عند المشي لمسافة معينة وتسبب هذه التشنجات ألما حادا للمريض لذلك يجد نفسه مجبرا على الوقوف والاستراحة بعد كل مسافة معينة، خلال هذه المرحلة قد نجد أيضا متلازمة لوريش التي تظهر لدى الرجال ومن أعراضها ضعف الأداء الجنسي وغياب نبض الورك وتكون التشنجات موجودة أكثر أسفل الظهر.
• المرحلة الثالثة : خلال المرحلة الثانية تصبح التشنجات والآلام التي كان يشعر بها المريض سابقا خلال المشي موجودة حتى إذا كان المريض في وضعية جلوس وتكثر خاصة خلال الليل وتكون موجودة بمنطقة مشط الساق .
• المرحلة الرابعة: تمثل المرحلة الرابعة المرحلة الأخيرة والأخطر من المرض حيث تظهر على المريض بعض المشاكل الجلدية كالتقرحات الموجعة ويظهر بالساق منطقة سوداء تتسع تدريجيا وتكون إما جافة أو متعفنة وتمثل هذه المرحلة خطورة كبيرة خاصة لدى مرضى السكري.

عند قدوم المريض إلى عيادة الطبيب في المرحلة الثانية من المرض يقوم المختص بفحص عروق الساق وعروق باقي أنحاء الجسم كشرايين الرقبة والقلب والكلى ويمكنه بالتالي إكتشاف إذا كان هناك تمطط في عروق الرقبة أو عرق الأبهر الباطني ويطلب المختص أيضا فحص بالصدى للشرايين ليتمكن من معرفة العرق الذي توجد به المشكل وإذا كان به انسداد أم لا كما يعطي فحص الصدى معلومات على حالة العروق الفرعية إذا كانت نشطة أم لا. وبالنسبة للمرضى الذين يتم تشخيصه في المرحلة الثالثة أو الأخيرة يطلب المختص منهم فحص السكانار بالحقنة لرؤية حالة العروق ومدى تضرر العرق المصاب وهو ما سيمكن لاحقا من تحديد نوع الجراحة.

يقوم العلاج في مرحلة أولى بالتقليل قدر الإمكان من العوامل التي ترفع خطر الإصابة كالتخفيض من الوزن وتعديل السكري وضغط الدم مع ممارسة الرياضة بانتظام وخاصة المشي لأنه يساعد على توسيع العروق الفرعية وبالنسبة لمرضى السكري يجب عليهم خلال المشي ارتداء أحذية رياضية مريحة مع مراقبة الرجل يوميا للتفطن إذا وجدت التهابات أو أي مشاكل بالرجل. ويكون العلاج في المرحلة الأولى والثانية دوائيا إلى جانب تطبيق التوصيات السابقة وتهدف الأدوية أساسا إلى حماية المريض من تجلطات القلب وشرايين الرقبة والساق. أما بالنسبة للمرضى في المرحلة الثالثة والرابعة من المرض توصف لهم أدوية تدفق الدم قبل الجراحة لمساعدة العروق الفرعية والمحافظة عليها وأيضا لتفادي مزيد انسداد الشريان الرئيسي.

يختار المختص نوع الجراحة حسب نتيجة التشخيص ويمكن القيام بجراحة القسطرة في حال وجود تراكمات قليلة بالعرق تسببت في ضيقه وتهدف الجراحة هنا إلى توسعة العرق إذا كان ضيقا أو إلى تفتيت التراكمات إذا كان هناك انسداد بالعرق بما يسمح بمرور الدم بشكل طبيعي . بينما نقوم بالجراحة المفتوحة إذا كانت التراكمات موجودة بمنطقة صغيرة جدا من العروق فتقوم الجراحة بهدف تنظيف التراكمات وعند إغلاق العرق يمكن القيام بإغلاق عادي أو القيام برقعة صغيرة قبل الإغلاق لتجنب التضييق على لعرق وتكون هذه الرقعة إما من أحد الأوردة الفرعية لرجل المريض أو أن تكون إصطناعية. أما إذا كان الانسداد طويلا يتم حينها القيام بقنطرة إما باستعمال عروق المريض أو باستعمال عرق اصطناعي إذا كان هناك مشكل يحول دون استعمال عروق المريض.