النرجسية ظاهرة في طريقها نحو الانتشار في المجتمعات الحديثة و يمكن أن تكون ظاهرة عادية لكن ان زادت عن حدها تتحول إلى حالة مرضية و الإنسان عموما في حاجة إلى الثقة في النفس و حب الذات في علاقته بالاخرين خاصة الشخصيات الاستغلالية.
أصناف الشخصية النرجسية:
اضطراب الشخصية النرجسية المعرف في دليل الصحة النفسي ينقسم إلى 3 أصناف و هي :
1- الشخصية السكيزوفرينية
2- الشخصية الهستيرية تشمل الشخصية البسيكوباتية و الشخصية النرجسية
3- الشخصية الاعتمادية و الشخصية الوسواسة القلقة و التي تعاني من الرعب المرضي
صفات الشخصية النرجسية:
المعرف في دليل الصحة النفسي بين أنه يجب أن تتوفر 9 سمات للاقرار بوجود اضطراب الشخصية النرجسية و هي:
1- الشعور المفرط بالأهمية
2- أحلام العظمة و الثراء و النجاح و الحب المثالي
3- الشعور بالتميز و التفرد
4- الشعور بالانتماء للعضماء و المتميزين
5- احتياج مفرط للمدح و الشهرة
6- شعور مفرط بالاستحقاق
7- افتقاد التعاطف
8- الحقد و الحسد ضد الآخرين و الشعور بأن الآخرين يحقدون عليه
9- الغرور و التكبر و السلوك الاستغلالي
و مرض اضطراب الشخصية النرجسية يصيب الجنسين لكن الرجال أكثر من النساء
و تهوى الشخصية النرجسية اهتمام الآخرين سواء بطريقة سلبية أو بطريقة إيجابية كما يهتم المريض النرجسي بمظهره الخارجي كثيرا ليكون في صورة أفضل من الجميع كما يكون انتقائي في علاقته بالآخرين و يفضل الاختلاط بالشخصيات المميزة.
ضحية الشخصية النرجسية:
عادة ما تكون الضحية هي شريك الحياة أو الزوجة
هناك انعدام للتعاطف مع الضحية بالنسبة للشخصية النرجسية اذ تتعمد الامعان في إلحاق الألم بالضحية بممارساتها و تتلذذ بذلك
كما تتعامل الشخصية النرجسية مع الاخر بنقده على الدوام و التشكيك فيه
و هي شخصية حقودة تشعر بالقلق عند نجاح الآخرين
أساليب إخضاع الضحية:
يمارس المريض النرجسي الصمت العقابي خاصة مع الزوجة باشعارها بعدم وجودها و ممارسة الغضب النرجسي ضدها
و يكون النرجسي متعدد العلاقات مع ضحاياه و لشعوره بالانفة تكون جميع ضحاياه متواصلة معه إذ لا يقطع علاقته بها نهائيا ليستمد منها طاقته دوما.
الاستغلال النرجسي:
يكون الشخص النرجسي ذكي جدا في الإيقاع بضحيته لأنه على اطلاع و دراية مسبقا بنقاط الضعف أو الفراغ الذي قد تعاني منه الضحية فيسعى جاهدا لملئه خاصة لدى الشخصيات التي تفتقد الحب أو التعاطف و التي تخشى الوحدة و تشكو من انعدام الثقة بالنفس
و عند ملء الفراغ و بداية التعلق يشرع الشخص النرجسي في الابتعاد التدريجي و الغياب لفترات ثم القيام بعديد الممارسات ضد الضحية كالانتقاد و الإهانة و التهرب ثم تبرير تصرفاته بعدم اهتمام الضحية به ليصل إلى مرحلة التخلي المؤقت و البحث عن ضحية جديدة
و يمكن أن يعود المريض النرجسي في أي لحظة إلى ضحيته و بقدر تعلقها به يساهم في إضعافها و استعبادها.
الأسباب:
تذهب الدراسات إلى الاقرار بوجود أسباب جينية و أخرى بيئية للاضطراب النرجسي ة تساهم الأسرة بشكل كبير في هذا المرض
هناك 4 أنواع من الأولياء يمكن أن تحول الشخص إلى شخصية نرجسية و هي:
أسرة تعود الطفل على ضرورة التميز في الدراسة و ان يكون دوما في المرتبة الأولى
ان يكون الاب أو الام من أصحاب الشخصية النرجسية و سريعة الغضب و هي شخصية تسعى دوما لإضعاف شخصية أطفالها و
التفريق بين الأطفال و الافراط في تدليل طفل على حساب إخوته
الشخصية النرجسية الخفية التي تستمد نرجسيتها من أطفالها بالتفاخر بنجاحها و تميزها و هو ما يخلق في الطفل النزعة النرجسية.
الاب النرجسي الذي يرى انه من الضروري تقديسه من طرف أطفاله و ليس من حقهم أن يكونوا مثله مما يخلق في الطفل نزعة نرجسية خفية.
تصرفات الضحية:
تجد الضحية نفسها مضطرة لتبرير أفعال لم تقترفها و ايضا ايجاد اعذار لشريكها المضطرب النرجسي لعديد الأطراف كالاصدقاء و الأقارب جراء تصرفات المريض النرجسي إلى أن تصل إلى مرحلة عدم الشعور بالأمان
و تصل الضحية إلى الرغبة في قطع العلاقة بعد فترة قد تكون طويلة أو طويلة جدا و هي مرحلة ليست سهلة بالمرة و تعي حينها الضحية أنها كانت تعيش مع شخص نرجسي و أنها أخطأت و لم تقدر على إصلاحه أو علاجه أو تغييره
حينها يجب أن تقطع الضحية مع المريض النرجسي نهائيا و ان لا تتابع أخباره و تبتعد عن الأماكن التي جمعتها به و تعالج الأسباب التي جعلتها تكون ضحية المريض النرجسي.