الهضم والامتصاص وظائف أساسيّة في عمل الجهاز الهضمي

لا تكون التغذية الصحية باختيار الأطعمة الصحية فقط بل يجب أن يهضم الشخص الطعام بالشكل الصحيح، فدون الهضم الصحيح والامتصاص الجيد ، من غير الممكن أن نستفيد من الأغذية ، لذلك فإن عملية الهضم تؤثر على الصحة أكثر من الطعام نفسه هكذا تحدث كتاب "الريجيم السريع" لأخصائية التغذية كارلا ياردميان". فماهي أبرز عمليات الهضم و كيف يجب أن تتمّ؟

ما المقصود بعملية "الأيض " ؟

يشير نفس المصدر إلى أن عملية الأيض تعني الهدم و البناء أي تغيير الطعام من شكله الكامل إلى شكله المبسط ومن شكل لا يذوب إلى شكل يذوب في جهاز الهضم ، وهذه التغييرات التي تحصل تسهل عملية الامتصاص في جدران الأمعاء إلى داخل الدورة الدموية للاستعمال في الجسم .

وتحصل عمليات الهضم بطريقة طبيعية ميكانيكية يتمّ خلالها تجزئة الطعام إلى جزيئات أو جسيمات صغيرة داخل الفم ليندمج فيما بعد مع عصارة الجهاز الهضمي في عملية مخض ( Churning ) داخل المعدة ، لتندفع داخل الجهاز الهضمي بحركات إيقاعية موزونة تسمى "التمعج" أي إحداث تقلصات لا إرادية .

الهضم والامتصاص عملية كيميائية

خلال هذه العملية الكيميائية تعمل "الأنزيمات" على تحويل المغذيات من العصارة الهضمية إلى أشكال مبسطة تذوب في الماء لتسهيل امتصاصهم ، مثل

*الكربوهيدرات تتحول إلى سكريات بسيطة .

*الدهون تتحول إلى حمضيات دهنية .

*البروتين يتحول إلى حمضيات أمينية .

ويعرف « الكسر الكيميائي » بالتحلل بالماء و هو عبارة عن إضافة الماء إلى الجزيئيات التي لا تتطلب عمليات هضمية مثل (الماء و السكريات العادية و الأملاح والفيتامينات والأملاح المعدنيّة).

الأنزيمات وعملية الامتصاص

حسب الدكتورة كارلا ياردميان فإنّ الأنزيمات هي المواد الكيميائية المصنعة بالجسم التي تعمل على كسر الأطعمة لتجهيزها لعملية الامتصاص في الجهاز الهضمي و كل أنزيم له دور معين و شروط خاصة تساعده على القيام بعمله ، أما التسمية التي تطلق على كل فرقة من الأنزيمات فهي تنتهي بالحروف الأنقليزية( ase ) مثل

* الدهون ( Lipids-lipase )

* البروتين ( Proteins- protease ) 

*اللاكتوز (  Lactose-lactase)

وإضافة إلى « الأنزيمات ، هناك المواد التي تساعد في عمليات الهضم الميكانيكية والكيميائية مثل

 حمض الهيدروكلوري" الموجود في إفرازات المعدة"

*الصفراء ( مادة يفرزها الكبد ) التي تساعد في هضم الدهون وإفرازها و التي تتم من الكبد إلى المعي الإثني عشر ( العفج ) وبعض الهرمونات .

القدرة على الهضم

يتم هضم الطعام الذي يمضغ جيداً سائلاً كان أم صلباً بسرعة أكثر من الطعام الذي يكون بقطع و أحجام كبيرة. ويغادر المعدة خلال 15 أو 30 دقيقة بعد تناوله. أما الطعام الذي يبقى في المعدة لفترة أطول فهو يعطي الإحساس بالشبع لمدة أطول كالأطعمة الصلبة .

بينما السوائل والوجبات الصغيرة تبقى فترة أقل ، لذلك فالكمية بالإضافة إلى النوعية تؤثر على مدة بقاء الطعام في المعدة فالكربوهيدرات يتمّ هضمها بسرعة وتترك المعدة خلال ساعة ، بينما البروتين يحتاج هضمه إلى ساعتين .
أما الدهون فتحتاج إلى 4 ساعات كمعدل للهضم . والطعام المتوازن الذي يحتوي على كل أنواع الأغذية يحتاج إلى وقت أطول ليهضم مقارنة بالطعام الذي يحتوي على نوع معين من الغذاء. كما أن وجود الألياف في الوجبة يخفف من سرعة عملية الهضم.